كانت الأفعى في الأصل امرأة
قبل أن تحترق أكواخ الغابة
وتحاصر النار جذوع الأشجار
فالتفّت البراعم حول خصرها
لتحميها من الاشتعال
واخضّرَت عظامها في الأغصان
وامتدّ جسدها في السواقي
يلتوي مع الماء
فصار صوتها فحيحا
وخلعت جلدها عارية للشمس
لتستحم في الضوء
وجعلت سرّها في سمّها
لتصير القاتلة والقتيلة
تصغي بمرارة لماضيها
علها تعود الى ما كانت
في النساء
لكنها أدركت أنها
لن تعود المرأة فيها
وصارت تجر خيبتها
إلى جوف الأرض
في كل شتاء
وفي كل صيف
تبحث عن تفاحة للأنبياء
ولكن كيف تكون امرأة ؟!
وقد كانت عصا
كما قيل في الحكايات
فوهبتها الحياة اسمها
ولم تزل (حية)
بعد الممات
