ملامحُهُ بيانٌ للعروبَه
بأرضِ الشّامِ قد أخفَت ندوبَه
ملامحهُ مدينةُ بعلبَكٍّ
تشارِكُ كلَّ جبّارٍ دروبَه
غدَت تقسو على قلبي إذا ما
أحلَّ اللّيلُ في جرحي دبيبَه
طوى التّقويمَ من بعد ارتحالي
فخلتُ الشّمسَ تمنَحُني غروبَه
وما كانَ الوفاءُ يضيرُ قلبي
ولكن كانَ يفضُح لي عيوبَه
شربتُ جفاهُ راحًا بعدَ راحٍ
وأدمنتُ السّلافَ على العذوبه
ألا رُدَّ السّماءَ إلى عيوني
لأبصرَ غيمةَ الحزنِ الغريبَه
وخذني نحو نهرٍ من خيالٍ
يغسّلُ كاحلَ الدّفلى وطيبَه
وأخبرني حكايا عن مليكٍ
يقدّمُ للرّدى قسرًا شعوبَه
ويختزنُ القدودَ من الغواني
ويحتكرُ الفراشاتِ الطَّروبَه
وعن نرسيسَ في مرآةِ ماءٍ
تأمّلَ وجهَهُ ومحا ذنوبَه
وعن تاريخِ روما في عصورٍ
تتالَت في بداياتٍ كئيبه
ونبّئني عن المغزى بشِعري
فأحلى الشّعرِ أبياتٌ كَذوبَه
تعيدُ النّايَ طفلًا بعدَ شيبٍ
وتمنحُ للغدِ الآتي ثقوبَه
إذا مرَّت ببالِ الرّيحِ يومًا
روَت عن كلِّ تذكارٍ هبوبَه..
مريم عبيد
14/11/2021
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي