حكاية
في ليلة ليست ككلّ الّليالي لا تمتّ لنظيراتها بصلة ،ورديّة الّلون ،مخمليّة الهمس ،فريدة الإيقاع ومذهلة الّلحن اجتمع اثنان على عزف سمفونيّة عشقهما الأسطوريّ …
وكيف لا تكون تلك الّليلة هكذا وقد اختصرت بلقاء من غير موعد حفة من الأسئلة لطالما دارت في ذهن رجل وتمكّن البؤس من التغلغل في خلاياه ؟
على غفلة من سنين العمر التقى وسيم بالأنثى الّتي طاردته في أحلامه ،هي نفسها الّتي رسم ملامحها في مخيّلته بدقّة وحرفيّة ،هندسها بطريقة لا تشبه سواها ،وفي كلّ صباح كان يحدّث نفسه ياترى هل ستأتي وتخفّف من عناء يطوّق صباحاتي ؟
بالفعل أتت تاج ،وصلت في الوقت الفاصل بين الصّمت والكلام ،بدّدت عند وصولها كلّ لحظة شقاء اعترت قلب وسيم ..
التقاها على جسر الأبجديّة ،جلسا على مقعد من ورق ،لامسها بلا أصابع وعانقها بلا أذرع …
أحبّها فوق درجات الحبّ وهي كذلك بادلته عمق الغرام وجميل الكلام ،عندما يفكّر بها تبدو له كحمامة بيضاء تطير في فكره ،يصنع من شوقه لها معطفاً يرتديه في أيّامه الباردة وسعادته برؤيتها تعادل فرحة خروج عصفور حبيس في قفص …
وسيم :حبّك ياعميقة العينين صنع منّي شاعراً ،كتبت فيك الكثير والكثير مذ عرفتك ،عاصفة من الجنون تجتاحني كلّما أشتاق إليك…
تاج :جمعتنا أغنية ، ذرفنا دمعة ،تحادثنا ،تقابلنا ،تبادلنا أقدس المشاعر وأنبلها فكيف السّبيل إليك ؟
وسيم :لابدّ أنّه قد آن الأوان للذّهاب إلى دار أهلك ..
هناك ..دخل بحالة وخرج بأخرى ،بعبارة واحدة من والد الفتاة تهدّم ما حلما به دون أن يأبه لأحاسيسهما وأنّ كلاهما يكمّل الآخر ..
والد الفتاة :أنا لا أزوّج ابنتي لرجل أرمل رغم أنّك لم تزل شابّاً ..
هل من المعقول أن يكون ذنب وسيم هو وفاة زوجته حتّى يقابل طلبه بالرّفض ؟
شربا معاً من كأس الوجع والحسرة ،تذوّقا طعم الألم الحقيقيّ عندما زوّجها والدها لقريب له ،لمحت وسيم في حفل زفافها فحاولت الانتحار لكنّها بقيت على قيد الحياة جسداً بلا روح ..
تقول الحكاية أنّه عاش مثقلاً بالألم ،دمعه عانق جرحه ،لقد أمسى شاعراً يكتب كلماته فوق سطور حزنه ،لم ينبض قلبه لغيرها من نساء الأرض …
هند يوسف خضر … سورية
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي