د.رفعت شميس .
لم ينظر الأعمى إلـــــــى أدبي وما
أسمعتُ شعريَ أطرشـاً في محفلِ
من أبجديةِ عاشــــــــــــقٍ متغزلِ
كل البحورِ أخوضها بســـــــــــفينتي
فوجدتها تحلو بشــــــــــــعرٍ أمثل
لا أردف الإعجاز صـــلبَ مطيتي
تغني اللبيــب ولا تنــوء بكلــــكل
الليل عندي لا يطولُ ســــــــــدولُهُ
وظلامُهُ من صبحِ جــرسٍ ينجلي
شعري– لعمري-من سهيل بلاغةٍ
وبنهجها يســمو القريضُ إلى علِ
إن الفصاحة في جميع قصـــــائدي
ونسيجها من ســــحرِ فتل المغزلِ
تأبى القوافي أن تصاغ بطلســــــمٍ
لا خير في شعرٍ غريب معضـــلِ
بل ليس شـــــــعراً ما يقول محدّثٌ
جعلَ القوافـــــــي والروي بمعزلِ
كم محدثٍ ألقــى الكـــلام منمــــــقاً
فكأنما خلط الجنــــــــــوب بشمألِ
يجتر ألحان القريـــــــــض محدثاً
إياكَ ، لاتهلك أسىً وتجمــــــــــلِ
فإذا ابتليت بقائـــــــــــــلٍ مستشعرٍ
حوقل ، وقل : الله عبداً يبتلـــــي
قد فرّ من سجن الخليل مكســــــراً
قيد العروض بزعمه المتخلخــــلِ
ما الوزن في عرف البيان بقمــــقم
إذ ليس أحلى من فـــــــعولٍ فاعلِ
وأصالة الشعر المُغنى صــــــــوته
تبقى على مرّ الزمانِ كمشــــــعلِ
في ضوءِ نارِ عراقةٍ تبدو لنـــــــــا
أفق الجمالِ بشكلها المتسلســــــلِ
شــــطرٌ فشـــطرٌ توأم لقصــــــيدة
كالزرع منتــــظم بحدِّ المنجـــــلِ
قد خلّد الشــــعرَ القديــم فطاحــــلٌ
هل للحديث بعصرنا من فطحـــلِ
إن كان فينا شـــــــــــــــاعرٌ فمقلدٌ
نهجَ القديم فليسَ منه بأجمـــــــــلِ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي