هي شقراء
لم يكن ذلك المقعد خشبياً كان غيمة تريد أن تروي كلّ العابرين إليه الحاملين الشوق اللاعثين نحو الجوى.سمع قصصهم حاول أن يتدخل أكثر من مرة لكنّه فضّل أن يكون شاهداً للقصص التّي تمرّ عبره
تحت تلك الشجرة التّي كان خريفها حين افترقا
انتظرته على الموعد وغقت اللحظات على دقات قلبها كثيراً ليصل إليها عاشقاً كان كلامهمها قليلاً لتعوض العينان عن اللغة في مواضع عدة
كيف حالك؟
بخير
وأنتْ
الآن صرتُ بخير بعد رؤيتك
صدقتك هههههه
لا دائماً أنتِ تراوغين عن الحقيقة وأنتِ تعرفينها جيداً
ممكن أعرف ولكن أحبّ التكرار دائما
أنتم معشر البنات تسرون لعذابتنا حتى لو تأكدتم من محبتنا
كفّ عن الحديث والتعميم نحن حالة خاصة لا أحد مثلنااا
الشتاء كان يغنّي بكلّ جوارحه لامكان للبرد حين تدقّ قلوب العاشقين وقطرات المطر تبدو ومضات فرح رائعة
كان يمرّ الوقت بسرعة يسرق لحظاتهم الجميلة حتى المقعد والشجرة كانا حزينين بمغادرة أجمل عاشقين ليعود البرد يتسلل إلى جسديهما بعد كلّ هذا الدفىء
تلك الشقراء تعاند الوقت طالما قدرت على ذلك هي شقية هاربة من الجديّة وبؤس العقلاء يكفيها أن يكون موجوداً على سطح الأرض لتكون سعيدة لاتريد شيئاً آخر
يمرّ عليها الليل بطيئاً يجسم فوق صدرها بسواده البهيم كمجهول لاتريد أن تريد لقياه تنتظر الشمس كل يوم لتلقاه على مقعدها الخشبي تحت ظلّ شجرتهما مع كلّ صباح
وعلى وقع جدال العائلة لاتفارق الابتسامة وجهها ترقص للحياة بأنفة ترفض الهزيمة
كانت سعيدة اليوم أكثر من أيّ يوم لاتعرف أهو الشوق إلى لقياه أو الشوق إلى خطا المستقبل الذي خططا له ملياا مليا
سمعت صوت ورأته رغم غيابه لم تصدق متى تنهي محاضراتها لتذهب إليه
ذهبت وانتظرت وانتظرت ومرّ الوقت ساعة اثنتان لم يأتِ
كان القلق خيارها الأخير عسى الأمر خيرا تمنت في سرّها لاتريد ألا أن يكون بخير
نهضت ومشت ببطىء تاركة قلبها على المقعد…
في اليوم التالي لم يأتِ
من يصدق تلك الشقراء الشقية تسللت الخيبة إلى قلبها لا تريد ألا أن يكون بخير
أن تكون الخيبة في عمر الورد وتتحول تلك الضفيرة الشقراء إلى حالة من البؤس
لعلّها الحياة تبدأ مراحلها بعدد الخيبات حدّثت نفسها
لا أدري لماذا لاتمشي الحياة كما نريد؟
ماذا ستخسر إذا جعلت أحبابنا نصب عينينا تساؤولات دخلت إلى قلبها حاملة بركاناً من التوتر
أيّ مبرر سيحلّ مكان الغياب
أيّ مساحة للفرح ستغلق هذا الحزن؟
كم سيأخذنا التفكير إلى عوالمه ؟ أيكون التفكير مرافقاً للحزن
كانت طوال عمرها ترفض تفكير العقلاء فالروح هي الأهم من هو ليؤثر كل هذا التأثير
لم يمرّ وقت طويل لتعرف أنّه تزوج ابنة رجل ثريّ ليجد فرصة له في هذه الحياة
أخذ فرصته ُ وسرق فرحتها
هذا ليس حكم القدر أنّه فعل البشر
ميسون حيدر… سورية
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي