عطر الورد بعشق الوطن – صباح محسن كاظم
أريج الورد وضوعه العطر ،حينما يهب القلب النابض بالحب، وعشق مصر زهو كلماته وأريج فخره ، بحضارة وطنه ،وشجاعة شبابه، وكفاح شعبه التواق للحرية .. فالشاعر المبدع ” ناصر رمضان عبد الحميد” يُشيد إهرامات كلماته لتعانق السماء فخراً ببطولة هذا الشعب الزاهر والزاخر بالتضحيات والعطاء ..تلك الكلمات لها معنى وصدى بالأزمنة و بالوجدان الوطني ..لاتذبل كأزهار الخريف، لن تهرم وتشيخ ،ولم تصدأ بتعاقب الأزمنة .. بديوانه يستنهض الورد وعطره ليفوح ثورةً لإيقاظ الضمائر ،وتحريض الروح للإندفاع للدفاع عن مصر ، وإستنهاض الهمم من أجل الحرية .. مرّ بنا رموز شعرية مصرية لاحصر لها تقف لهم الإنسانية على قدم واحدة لمواقفهم الوطنية ..فأعذب وأفضل الشعر بعشق الوطن، ومقاومة الطغاة ..ولاجدوى من تسوّل وإستجداء المهانة بمدح المستبد لذلك تُخلد تلك الأسماء بالذاكرة الوطنية ، وإرشيف وإنطولوجيا الشعر منها : ((محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وحافظ ابراهيم ومحمد عبد المطلب،أحمد فؤاد نجم ، نجلاء نبيل ، وريهام عبد الله ،وفاروق جويدة،وغيرهم العشرات من شاعرات وشعراء مصر)) كما بموطن الشعر والشعراء “العراق ” الذاكرة تحتفظ بالمواقف الوطنية الثابته ل( مظفر النواب –أحمد مطر –يحيى السماوي وآخرين ) فالشاعرالوطني ضمير الأمة وصوتها .
مصر قلب العرب ..عبق التاريخ والحضارة ..أم الدنيا، وهي تحلق بأهم الثورات، والإنتفاضات ،وصناع الحرية. مامن ديوان للشعر بمصر إلا وتجد روح الوطنية طافحة بشريان قلوب الشعراء. في ديوان الشاعر المبدع ” ناصر رمضان عبد الحميد أجاد بإيقاظ الروح الوثابة التواقة للعلا والتي تخرج غير آبه بماكنة العنف ضد إرادة التغيير وإحقاق حقوق الشعب المصري بميدان التحرير ..كسرت القيود والأسوارلتحطم عرش الطغاة وسراق الثروات على حساب الشعب المصري الطيب بفطرته والنقي بروحه .. قرأت بعض دوواين الشاعر وماينشره بالتواصل الإجتماعي بعناية فائقة أجد طراوة وحلاوة ونداوة الكلمات الرقيقة بغزله ..ونصوص الحب بدوواينه ..وشذى الروح الفواحة بالمحبة ..شاعر متمكن من نسج نسق البناء الشعري المزدان بصوّر أخاذة مبهجة تبعث الإشراق بالروح فهي ترانيم تحلق بالمتلقي نحو إيقوانات الفرح .. “
ثورة الورود –
الآن أكتب ملء أشعارى
رحيق
والشعب فى خطواتة
حر طليق
لا الخوف يمنعـة
ولا صوت البروق
إنــي أراة الآن
يعرف ما الطريق
بتلك المفردات المموسقة بقافية المجد التي تعبر عن كسر الحواجز والقيود والخوف ..فالحرية مُعبدة بالتضحية والليل مهما طال ضوء النهار تلاحقه .. ثم يتساءل بذات النص عن القسوة ،والظلم ،والعنف ،والتعامل الوحشي مع المحتجيّن، وسرقة البلاد ونهب ثروات مصر!؟ ..لماذا العقوق تجاه وطن قدم الحضارة للإنسانية! ..ودافع عن قيم الحرية طوال تاريخه ..الإستفهام الإستنكاري يحمل الشجب والرفض في التعامل غير الإنساني مع الأحرار، ولشعب تواق لمعانقة شمس الحريّة ..والعيش الرغيد ..أسئلة مشروعة ..وبلاغة الصورة الناطقة عن الشارع، وهموم الفلاح ،والعامل، والطالب، والموظف بمصر العز ..
ماذا جنى حتى
يعامل بالعقوق
يطالب بالحقوق
كم كبلوة فصار
يصرخ كالغريق
كم كان يحلم أن
يحلق فى الشروق
أجراس إنذار وكلمات من صميم الروح تشدو للدفاع عن مصر، وحرية وحقوق شعبها المُطالب بكرامته في نيل حقوقه ،لذلك خرجا عاري الصدور أنزع السلاح إلا من إيمانه ..لِيخلد وقفته الشاعر “ناصر رمضان ” بتلك البانوراما الملحمة بمفصل حيوي ّ من التأريخ العربي بهذا الديوان الشعريّ الجميل .. الضاج والطافح بحب مصركأسمى عشق جعله بين حبيبين: المواطن ووطنه . نصوص الديوان تشي وتفصح وتُعبر عن عزةِ وكرامةِ الشعب المصري وهو ينتفض ويصرخ قبل أن تؤول الحال بهم إلى ذلك الهوان وتلك المذلة التي تعصف بحياة الشعب برمته..لِيكسر الأغلال ويلامس الشمس بيده ،عبّرالشاعر عن الحدث ومايموّر به من تجليات وتحولات برؤية محايدة مجردة من الأهواء لذا جاءت النصوص طافحة بالصدق ..
الآن أكتب صـــار
يسعفنــى الكـــلام
وأرى وجوه الخلق
فـى أندى ســــلام
الحــــب يجمــــــع
بينهم نحو الأمام
قم ياشباب
الجيل وأستسق
الغمام وأصرخ بأعلى الصوت
لا تخش
الملام
حاشــــا تــــذل
في نصه بالمقطع الثالث ” النظام ” الذي يستنهض الهمم، ويثيّرالنخوة ، والإندفاع ،والتحفيز لطلاب الحرية ،يؤكد بيقينه الشعري على : النصر بروّح شباب مصر المنتفض ..الشعوب قد ترضخ للظلم برهة من الزمن على مضض، لكن جذوة وحرارة ولهيب التصدي تنتظر الحسم .. فالربيع آت وهو القادم مهما إدلهمت الغيوم بالشتاء ،لِتخضر الأرض وتُنتج العطاء للتخلص من غوّلِ الشقاء .إستراتيجية النصوص إتسمت بحبكة المضمون فالمعادل الموضوعي “حب الوطن” والأداء اللغوي المُبسط غير المُكلف برؤية فنية واقعية غير واهمة بالخيال
قم يا شباب النيل
يا أغلى الشــاب
اليـــــوم يــــــوم
الباحثين عــــــن
الصـــــــــواب
الطائرين إلى العلا
نحـــــو الشهـاب
الصانعين لمجدهم
رغــم العـــــذاب
القـــــادرين عـلى
**
مواجهـة الصعـاب
الصابرين بـــــلا
ضجيج أو عتاب
الحالمين بصبحهم
رغم الضباب
الطالبين حقوقهم
بين الذئاب
في تفاصيل الحياة اليومية للثورة، والإنتفاضة يغوّر بالواقع المصريّ وحيثيات الأحداث ..والتضحيات ..ليعكس بصوّره الشعرية مايموّر بثنايا الواقع المصري كالشريط السينمائي الذي يطوف أرجاء الأمكنة لينقل المشاهد المختلفة ،بين الأمل والألم خيط رفيع لايرى إلا بالعقول ..فالشهيد أسمى مايُقدم من التضحيات بالوجود ..الكتابة الشعرية عن تفاصيل الثورة اليومية أرشفة لتأريخ المجد ولعشاق الحرية تحويل اليومي إلى شعريٍ موحٍ تنم عن إقتدار صياغة الشاعر والرؤية الشعرية في إنتقاء الحدث ..وأي حدث ذو جلالة غير الشهادة والشهيد !؟
بدم الشهيد نزيل
آثـــار الدمــوع
ونعيد وجه الحق
للطفل الرضيع
ينمـــو وينمـــو
ليس يكســــره
الخنـــوع
بالفأس يأكل
لا يخـــــاف
ولا يجــــوع
والعلم فى يمناه
للدنيا شفيع
وينام ملء العين
كالطير الوديع
يصحو ويصحو
بين آمال
الجموع
بالحب يحيا لا يضام
ولا يضيع
التماس مع أحداث الثورة يجسد الصراع بين ثنائية الحرية والتضاد السلطوي “القمع” لكن الله على الظالمين وينصر المظلومين ،في الإيماءة بالإستغاثة بالنداء بمفتتح النص 6 -7-8 -9ماخاب من إستعان برب العزة على نصرته هناك نخوة للشباب المصري لتحقيق المرتجى والمبتغى بالخلاص وليس بالإنسحاب من المواجهة مع أدوات السلطة الباغية وهي تبطش بالقنابل وحممها على رؤوس المتظاهرين بميادين الحق .. تخلل تلك النصوص التنوع الإسلوبي البلاغي وشعرية بالوصف ببياض الثورة كالغبش والفجر
الله يا الله يا
شعبى الأصيل
الآن عدت إلى منارات
السبيل
الآن عزمك لا يهاب
المستحيل
فالثورة البيضاء
كالفجر الجميل
قد صار نجمك
قمة التحدي لدى الشباب الثائر وهو ينافح ويكافح لتحقيق حلم المستضعفين بالأرض بكرامة العيش حيث يصفه ببراعة يراعه الشاعر المبدع ” ناصر رمضان عبد الحميد” هذا الإصرار على إنتزاع الحقوق :
رغم القنابل
فوق رأسي
فى سمائي
تحت أقدامي
التى تمشي على
وهجٌ التخلف والتدٌني
والعطب
لن أنسحب
**
قد ضاع فى سوق
التفاهه
والتخلف والتأمرك
قدكذب
**
إن الشباب هم الذخيرة
فى النوَب
وشعاع نور
يغمر الآفاق
فى وقت الكرب
إن الشهيد
له الخلود
فأن تهادى
لم يمت
سيظل حيآ عند ربَ
رازق
هذا كلام الله
ليس من الكذب
رغم الفساد
ورغم عاد
ورغم أصحاب المصالح
والمطامع
رغم
جور
أبى لهب
في نصه الشعري سردية قصصية تصف زفاف الشهيد كليلة عرسه عند تضحيته..وهو يحمل على الأكتاف ويطاف به بين هلاهل النساء والفتيات والسيدات والجميع يزغرد ويهلهل ويبتهل للشهيد ..إستخدم بهذا النص الشعري الإسلوب القصصي بسردية محكمة ..تنامي الحدث ..الحبكة ..الذروة وقد تفوق “رمضان ” بمخياله الشعري بهذا النص السردي ..وكذلك النص الآخر عن أجواء التحرير والمظاهرات والصخب والكرنفال الذي شارك به شعب مصر ..
شهيد سأبقى رغم أعدائي عزيزا رافعا رأسي أموت لأجل أوطاني وتحترف السنا شمسي وفي كفي حصى ارضي وفي موتي رضا نفسي شهيدا بين أقراني أزف لليلة العرس لأحيا بين أخواني بوهج النور والقدس سعيدا بين خلاني بقلب مرهف الحس يظل الله يرعاني ويحميني من الرجس وهذي الحور تدعوني بفيض الشوق في همسي وعين الله تكلأني ببعد الخوف والبؤس ليجري النيل في بلدي بعيدا عن ضنا الأمس وينمو الخير في ولدي بروح الحب والأنس
ما زلت افكر في التحرير مازلت افكر في التحرير في صوت فتاة يسري القول على الشفتين عبير ما زال الصوت يحاصرني ما بين شهيق وزفير ويعانق أنحاء وجودي يسمعني صوت التكبير ويجيىء الخوف فأطردة وانا بالصحبه مسرور مازلت افكر في التحرير اسمع أصوات تراتيل يرعاها بالحب جسور و صلاة الناسك مزهوا يحميه (ميشيل وسرور) تتواشج أرواح الناس ما بين غني وفقير واحس بأني في وطني من وسط الأحلام اطير صوت الكروان يطالعني وكذلك صوت العصفور ما زلت افكر في التحرير قد كنت أظن بأن العمر مداه مع الأحلام قصير وبأن الليل بلا صبح وسأحيا من غير حبور قد كنت أعيش بلا امل بظلام الجهل المنثور قد كنت كطير في قفص يحيا كالطفل المأسور ما زلت افكر في التحرير في دمعة طفل مكلوم في صوت بالحق جهور أصوات الناس تحفزنا تحملنا نحو التغيير ودعاء العابد يحرسنا واستيقظ بالنفس ضمير..
لقد أرشف بسردية شعرية ذروة بتقنية المشهد الصوري في –واقعة الجمل- حين هجوم رجال السلطة على دعاة الحرية والتنحي عن القمع السلطوي ..رغم وحشية وقساوة التعامل بدهس المتظاهرين ..والضرب المبرح للفتيات والمتظاهرات ..وسحل المتظاهرين وتوجيه الخيول والجمال لسحق إنتفاضتهم لكن إرادة الشعب أنجزت الحلم لكي تبقى مصر حرة.
لماذا جئت من داخل موقعة الجمل ٢/٢/٢٠١١ علي لسان احد الثوار لماذا جئت تؤذيني؟ وبالاحجار ترشقني؟ لماذا جئت تقتلني؟ وبالاحقاد ترميني؟ كفاك الظلم عذبني ويضنيني ويشقيني كفاك العري آلمنى وشل الفقر تكويني ظننتك جئت تحميني وفي ليلى تواسيني الم تشعر بما اشعر ؟ وليل الخوف لا يرحل يسافر في شراييني لماذا جئت كالمجنون ملء يديك احجار لتقلع بذرة النور وتقطع عزفه الاوتار وتعلي راية المغرور فوق منابع الأنهار؟ لماذا جئت مزهوا لتطفئ شمعة الثوار؟ لترفع شأن من عاثوا ومن داسوا على الاحرار ستبقى وردة النصر بعطر الحب والأشعار لماذا جئت مختالا لتوقف عزمة الأشبال؟ لماذا جئت خبرني؟ واين شهامة الابطال؟ بخيلك جئت تدهسني وتقطف زهرة الاجيال بلا حس تروعني وتفرض سطوة المحتال أظنك لا تعي الدرسا وتجهل صولة الرئبال سامضي دونما خوف بأيماني ونور يقين وارفع رايتي عرسا بلا حقد ولا تخوين وعين الله ترعاني
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي