قدرةُ اللهِ عظيمةٌ!
إنّ أوبئةً كثيرةً لأخطرُ من كورونا…
إنّ أغنى الغنى هو العقلُ، بِهِ يميّزُ الإنسانُ بين الشيء وضدّه، والشيء ودونه. والعاقلُ هو الذي ينظر بعين البصيرة الشفّافة ويرى أنّ فعل الإله حكمةٌ، وهوى النفوس ظلمةٌ، والكلُّ منّا يقرّ بأنّ اللهَ عزّ وجلّ عادلٌ غيرُ جائرٍ، فمحكمة الله قد حكمت بالعدل، حين أتى هذا الوباء ودخل، ربّما لأنّ النفوس قد تركت تعاليمَ مُبدِعِها، والبشر خالفوا أوامِرَ خالقِهم، فقد يكون هذا الوباء الفتّاك، عدوُّ العالمِ المشتركِ، جاَء بعد إمهال الله لعباده، فأصابَ أجسامَهم تأديبًا لنفوسهم التي أُصيبَت بوباءٍ أخطر من الكورونا، وباءُ الشرّ وعصيانِ الله. والعظمةُ للخالق سبحانه وتعالى، فكأنّه أراد من هذا الوباء الحاصل ذُلّةً وجزاءً للملوك الظالمة وللحكّام الغطارس وللمتجبّرين والمتكبّرين. والواقع الحالي أنّ البلاء قد زاد جرّاء هذا الوباء، وأدّى اليأس والفقر والجوع إلى العناء، المواطنون جميعًا عاطلون عن العمل ، والطلّابُ متوقّفون عن العلم، وفي حين أنّ البشريّةَ جمعاء منهمكةٌ بحلول ووجود هذا المرض الخبيث، ومحجورةٌ بسببه في المنازل وفي المستشفيات إلى حين الشفاء، حكّامُ بلادنا الظلّام في هذا الوقت منهمكون بجشعهم وطمعهم وأنانيّتهم، وبحرصهم وتخوّفهم على ومناصبهم، وهذه الحقائق لم تبصرْها بعد العيون العمياء، وقد غدت الحياة على الأرض شبهَ متوقّفة عن الجريان، والخلاص والحلّ الوحيد لكلّ هذه الأزمات يملكه فقط ربُّ الأرض والسماوات.
أودُّ في هذا المقال تسليط الضوء على مرض الكورونا في العالم وتحديدًا في بلدي الحبيب لبنان، وبالتّالي واقعنا الذي نعيشه اليوم بظروفٍ وأوضاعٍ صعبةٍ في ظلّ هذه الأزمة الصحيّة المستجدّة.فهل تعلمون أنّ هذا المرض الخبيث غيرالمرئيّ الذي عطّل الكرة الأرضيّة بأكملها، وعطّل سكّانَها وأهلَهاعن عملهم و حياتهم العاديّة ما هو إلّا جرثومة أو فيروس صغير لا تراهُ العين المجرّدة؟ إنّما نحتاج إلى التيليسكوب حتّى نتمكّن من رؤيته، فهو بهذا الصّغر وأوقف حياة البشر الطبيعيّة، لكن فعله أكبر من حجمه أضعاف أضعاف حجمه. وهناك آراءٌ وروايات تقول بأنّ مصدر هذا الوباء اللّعين ليس الخفافيش كما يقول الصّينيّون، إنّما مصدرُه مؤامرة قامت بها أمريكا لغاياتٍ عدّة على الصين، فكانت ضحيّتها، وسائر الدول التي أصبحت فيما بعد ضحيّة هذا المرض الذي حوّل حياتنا إلى كابوسٍ أردنا أن نستيقظ منه، و لمْ نفلح لأنّه حقيقةٌ وليس كابوسًا، وما كان مِنّا إلّا أن وقعنا في شكٍّ وتساؤلٍ عن الحقيقة المطلقة في هكذا أمرٍ يهمّ الجميع.وهنا لا يمكننا القول إلّا أنّ الأيّام وحدها كفيلة بكشف الحقيقة، والله وحده القدير على إجلاء كلّ الحقائق.
كان الوضع في لبنان مختلفًا عن الدّول الأخرى مُذْ دخل هذا الفيروس العنيد أرضنا، أو ما يسمّى بالفيروس التّاجي كونَ جنابه له تاجٌ، لأنّ لبنان كان حين دخل ومازال، يعاني من أزمات إقتصاديّة وإجتماعيّة قد تكون أخطر من الكورونا هذا المستجدّ. وفي بادئ الأمر لا أخفي أنّني كنتُ مِمَّن نقموا وحقدوا على وزير الصحّة “حمد حسن”، لطالما لم يصدر قرارًا من البداية يقضي بوقف الطيران والرحلات الجويّة من وإلى الدّول الموبوءة، ولطالما سبّب لنا استفزازًا كبيرًا بمقولته الشهيرة ” لا داعي للهلع” التي أثارت غضب اللبنانيّين جميعًا، فظهرت على شكل استهتارٍ منه بصحّة وأرواح النّاس، وعدم جديّة ومسؤوليّة. فأتت تلك الطّائرة في ذلك اليوم الذي لا يمكنني أن أنساه؛ يوم الجمعة في تاريخ الواحد والعشرين من شُباط، يومها كنت في الحافلة، عائدة من الجامعة إلى البيت، حين وصلني خبر أوّل إصابة موكّدة بالكورونا في لبنان، وهي لراكبة من ركّاب تلك الطائرة التي أتت من إيران. وعندئذٍ كان هذا الخبر بمثابة صدمة، ولا أنكر أنّني شعرت حينها بخوفٍ كبير وصل إلى الهلع، فالخوف أكثرُه كان من أنّهُ إذا صار وانتشر المرض بسرعة قياسيّة، وارتفع عدد الإصابات بشكلٍ جنوني، فالمستشفيات هنا غير كافية لاستقبال كمٌّ هائل من المرضى، كما أنّه لا يُوجَد أسرّة وأجهزة تنفّس إصطناعيّة كافية للجميع.
شعرتُ حينئذٍ بحزنٍ شديد أكبر من خوفي، والحزن على بلدي المِسكين الذي لمْ يعُد بإمكانه تحمّل أيّ أزمةٍ أو مُصيبة جديدة. نعم، لا يمكن إضافة أزمة صحيّة إلى أزمات إقتصاديّة وإجتماعيّة وسياسيّة يعاني منها لبنان، ويكاد شعبه يموتُ فقرًا وجوعًا ومرضًا، لكنّ الفساد المستشري فيه، والظلم الطّاغي والمهيمن على شعبه، يقتل ويُؤلم أكثر بكثير من كلّ هذا. وصلُت يومئذٍ إلى البيت، مرعوبةً من ذلك الخبر، مذهولةً وشاحبةَ الوجه، كأنّ صعقةً كهربائيّةً ما أصابتني، فكان لذلك الخبر رهبةٌ وتأثيرٌ غريبٌ عليَّ، ويومئذٍ كنتُ وأهلي مدعوّين لعشاءٍ بمناسبة عيد ميلاد ابنة خالي. كيف كان لي أن أذهب وأنا كُنت لا أزالُ تحت تأثير الوسوسة والهلع اذا صحّ التعبير. حصل و ذهبتُ برفقة والديّ إلى دعوة العشاء، إلّا أنّني بقيت غير مرتاحة البال والنفس، قلقة ومتوتّرة بشأن واقعٍ جديد علينا تقبُّلُه، لطالما تمنّينا ودعينا كثيرًا أن يبقى هذا المرض بعيدًا عن بلادنا. وفي ليل هذا اليوم الرّهيب، شاعت وانتشرت أخبار عدّة، منها أنّ وجود الكورونا في لبنان هو كذبة وقصّة مُلفّقة ومُفَبرًكة، ألّفتها السلطة لأجل إيقاف الثورة وإخافة الثوّار، فلمّا شاع هذا الخبر سُرِرتُ كثيرًا وتمنّيت أن تكون هذه هي الحقيقة، فإطمأنّيت قليلًا. ولكن يا لخيبة الأمل حين بدأت الحالات تزداد والإصابات ترتفع، فأدركنا أنّ الكورونا موجودٌ فعليًّا في البلاد.
هذا ما حصل معي في ذلك اليوم الذي غيّر حياتنا، ولكن ماذا عن المغامرة التي نعيشها نحن الطلّابٍ مع هذه الأزمة؟ فنحنُ نعيشُ كُلّ يومٍ بيوم، مع قلقٍ يرافقنا، أوّلاً حول مصيرِنا وحول مرضٍ ينتظرنا في أيِّ لحظةٍ، و ثانيًا حول مستقبلِنا الدراسيّ المجهولِ، ولا شكّ أنّ هذا العامَ الدراسيَّ عامٌ متميِّزٌ من نوعه عن الأعوام الدراسيّة السابقة، وغيرُ اعتياديٍّ وطبيعيٍّ، بلْ وإنّ عام ٢٠٢٠ برمّته عامٌ غيرُ طبيعيٍّ، لم نشهد مثله من قبل. كيف لا وقد بدأ العام الدراسيّ فيه بحرائقٍ حرقت قلوبَنا معما أحرقت، وبثورةٍ كبّرت قلوبَنا وغيّرت عقولَنا، وأخيراً بمرضٍ أوقف دروسَنا وكادَ يُوقِفُ حياتَنا. فأيُّ دروسٍ ستُنجَزُ في ظلّ هذه الظروف العصيبة؟ وأيُّ تعليمٍ عن بُعد قد ينجحُ ويكونُ فعّالًا في بلدٍ منهوبةٌ مواردَهُ وخيراتَه، ومقطوعةٌ عنه الكهرباء والماء، ومعدومةٌ فيه مجانيّة التعليم والطبابة وغيرها ؟! وما ذنبنا نحنُ كطلّابٍ لنتحمّل مسؤوليَّةَ أخطاءٍ لمْ نرتكبْها نحن؟ وأن تجري تجاربٌ على حسابنا؟ فخطّة التعليم عن بُعد تحتاج تدريبًا وتجهيزًا واستعدادًا مُسبَقًا أكان للطلّاب أم حتّى للأساتذة. ويتساءل معظم الطلّاب اذا كان الخوف من ضياع العام الدراسيّ أهمّ من الخوف على نفوسهم وشعورهم بالإحباط، فمن يدري اذا كانوا مهتمّين بمدى قابليّتِنا وجهوزيّتِنا واستعدادنا لتلقّي الدروس بعد كلّ ما عشناه! مع كلّ ذلك، دومًا نثبت لهم القوّة وعدم الإستسلام.
وقد حصلت أمورٌ معنا خلال الحجر، لِنَقُلْ إنّها جميلةٌ زرعت الأمل في قلوبنا مجدّدًا، ورسمت البسمات على وجوهنا، وأضحكتنا من صميم القلب. هذه الأمور هي فيديوهات مُضحِكةٌ صوّرَها مُحِبّون أو متبرّعون يبغون إسعادَنا وتسليتَنا، كذلك تأليف النُّكَت اللّطيفة والطّريفة والفُكاهيّة التي تُضحِكُ نفوسًا مُثقلةً بالهموم والأشجان والتعب. ومن هذه الأقوال الفكاهيّة نذكر على سبيل المثال ،حين أتت تلك العاصفة الهوائية العظيمة: ” قالوا لنا بأن نبقى في البيت ولكن الآن العِبرة في أن يبقى البيت مكانه” و ” ضعوا الأحزمة فسوف نقلع بعد قليل” وأيضًا: ” لديك ثلاثة خيارات، إمّا أن تجلس في البيت أو على سرير المستشفى أو في إطار معلّق على الحائط ويقولون مات المرحوم وهو يدور في الشوارع” و ” الدني دولاب، كِنّا نحن نسكّر الطريق هلق صار الجيش يسكّرها ويطلب إخلاء الطرقات”…. وغيرها من الأقوال المُضحِكة التي تؤثّر بنا فتنبسط لها النفوس.
وفي زمن الكورونا هذا، ثمَّةَ أشخاصٍ ومجموعات قدّمت كثيرًا من التضحيات، وقامت بمبادراتٍ وهِبات، فخاطرت بأرواحها لأجلِ أرواحنا، ومن الممكن أن يخسر هؤلاء حياتهم حفاظًا على حياتنا، ولكنّهم سيربحون ما هو أعظم من الحياة، سيربحون محبّة الله لهم ورحمته، وسيُكتَبُ لهم أجرًا عظيمًا؛ إنّهم الأطبّاء والممرّضون والممرّضات وجميع المسعفين والمسعفات ورجال الأمن، كلّ الإحترام والتقدير والإجلال لهؤلاء.وفي المقابل، ثمّة فيروساتٍ أخطر بكثير من فيروس كورونا، هي كورونا من نوعٍ آخَر، تقضي عليك حتّى الآخِر، فتؤذيك أكثر من هذا المرض العاهر! هؤلاء هم جماعات لمْ ولنْ تخشى ربَّها مهما حصل في الكون، هؤلاء هم من يحيكون الألاعيب والأكاذيب، فلقد نسجوا من خيوط الفقراء أفخم الأثواب، وأكبر الثروات، يقبضون من أموالنا ثمّ يردّون الجميل بالقبض على أرواحنا وبحجز أموالنا ، و يشنّون نزاعاتٍ وخلافات حتّى في أصعب أوقات يمرّ بها العالم أجمع. يرتكبون بحقّ خلق الله أسوء التعذيبات، ثمّ يزعمون بعدها المساعدات ويمنحون إعاشات، مغلّفة بالإذلال والإهانات، ومردُّها إلى ما قاموا به من سرقات، و تضيق هذه الأخيرة في أعينهم، فتشعر وكأنّهم يستكثرون بك حتّى الحياة.
هؤلاء هم سياسيِّو البلاد ورجال السلطة الطّغاة. لم يكن عدوُّ اللبنانيّين الكورونا فقط، فنحن نحارب عدوّين، عدوًّا جرثوميًّا وعدوًّا بشريًّا ظالمًا وخطيرًا أكثر من العدوّ الأوّل، بكلّ بساطةٍ، نحن نخوضُ الحربَ حربين: حربٌ صحيّة وحربٌ إقتصاديّة. لذا لا يمكنني كتابة هذا المقال دون أن أبوح بمكنونات قلبي، ودون أن أقول وأعترف بكلّ فخرٍ أنّ لبنان كان ومازال طائر الفينيق، يقع ثمّ ينهض وينفض الغبار عنه، ويجتاز كلّ الصّعاب والمحن، وإنّ اللّبنانيّين أثبتوا في هذه المحنة، وعبر التّاريخ أنّهم يتقاسمون رغيف الخبز، وليست هذه الأيّام هي الأيّام القاتمة الوحيدة التي صبغت جمال لبنان بظلامها، وليست هذه المرّة الأولى التي يخرجُ فيها هذا البلد من شتّى أنواع الشدائد والكُرَب والنكبات، مستعيدًا قوّته وصموده من جديد، وإنّ بعد كلِّ عُسرٍ يسرٌ، فالحمد لله الذي فتح أبواب الفرج، حيث صنّفت منظّمتا الصحّة العالميّة والأمم المتّحدة لبنان على أنّه من أوائل الدول التي استطاعت الحدّ من انتشار هذا الوباء العالمي، وأنّه أصبح الدولة العربيّة الوحيدة على اللّائحة التي انضمّت إلى الدول التي يمكن الإستعانة بها لطلب الموارد البشريّة. لقد مضى الكثير وأظنّ أنّه بقي القليل!
يمكنني القول أخيرًا إنّ كُلّ ما ذكرته أعلاه عن وباء الكورونا الحقير وعمّا فعل بواقع البشر وحياتهم، وكيف أثّر علينا في لبنان، إنْ دلّ على شيء فعلى قدرة الله العظيمة، وينبغي أن نعلم أنّ الله تعالى لا يظلمُ عِبادَهُ، ومحكمته عادلة، وما يحصل معنا نستحقّه، خيرًا كان أم شرًّا. هو الذي قدّر الدّاء وعنده يكون الدّواء، وروحُ الإنسان من عند الله، فلا يمكن لمرض الكورونا أو سواه أن يأخذها اذا ما أرادَ سبحانه وتعالى ذلك. وأحبُّ أن أختم كلامي بضمير وأن أكون صادقة مع نفسي ومعكم وأعترف بأنّ مرض الكورونا وبالرّغم من سيّئاته و بُغضِنا الشديد له وخوفنا الكبير منه، إلّا أنّنا بفضله زاد إيماننا بالله عزّ وجلّ وتعلّمنا دروسًا كثيرة، وأدركنا من عجز أطبّاء الأرض وعلمائها وحيرتهم أنّ لا عظمة لمخلوق مهما علا شأنه، وليعرف بنو آدم حجمَهم الحقيقي، وأنّ الدواء الوحيد الناجح هو الرّجوع إلى الذات، فإنّ في ذلك استراحة قصيرة للعودة إلى الذات، والتوبة عن الزّلّات والهفوات ابتغاءً لرضى ربّ الأرض والسماوات. وكما يقول تعالى: ” اذكروني أذكركم” و ” ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب”، وإضافةً إلى ايجابيّاته هذه على الصعيد الديني، له إيجابيّات أخرى، ذلك أنّ بفضله أيضا أدركنا أهميّة وقيمة الصحّة، فهي أغلى ما يملك الإنسان وليس المال، و قيمة من نحبّ أكثر خصوصًا حين ابتعدنا عنهم، فشعرنا العلاقات التي تربطنا بالآخر، كما أنّنا أدركنا أكثر وأكثر معنى التضحية والإنسانيّة والعطاء، وضرورة مساعدة الآخر والوقوف بجانب المحتاج، لذا صدق من قال: ” لا تكرهْ شيئًا لعلّه خيرٌ”. ولكن تُرى يبقى السؤال الأخير كيف سنتخلّص من بعض الأوبئة الأخطر من الكورونا ومن كلّ أوبئة العالم؟ فقد نجد علاجًا مع الوقت لمرض الكورونا، ولكن ما العلاج لأوبئة الجوع والفقر والحاجة التي تقتل الآلاف يوميًّا؟! وما العلاج لوباء الظلم المُميت؟ إنّ الظالمين لأخطرُ وأقبحُ أنواع الأمراض البشريّة، فمهما أرسل الله سبحانه وتعالى إلى الأرض من دروسٍ وعِبر المراد منها استشعار البشر، والرّضا والتسليم لمشيئة القدر، فتراهم لا يصطلحون، ولا يتراجعون عن الظلم والشر، والبغض والحقد والطمع والجشع، وتمنّي السوء للآخرين. وفي حين أنّ هذه الأوقات هي فرصةً للعالمين، للتوبة إلى الله عزّ وجلّ، ولزيادة وتقوية إيماننا فيه، وبالتالي إعادة النظر في سلوكنا وأفعالنا، وتصرّفاتنا وأفكارنا، فتلك الأنواع من البشر تزداد أنانيّتهم وحبّهم لذواتهم أكثر وأكثر، كما يزداد ظلمهم وشرّهم وإجرامهم. فلو كانوا يعلمون أنّ الدّنيا كلّها مملكة لله عزّ وجلّ وأنّ البشر وُكلاء لا مُلّاك وضيوف على أرضه لماتوا خجلًا ولرأوا أنفسهم الدّنيئة والخسيسة والرّخيصة ! لذا ينبغي أخيرًا أن نتضرّع لله ونطلب منه أن يصرف عنّا هذا الوباء، كما علينا ألّا نتجاوز أوامره ونبقى على خطوط الأدب في مملكته. وقد صدق من قال:
وإنّ كريمَ الحيِّ يُكرِمُ ضيفَهُ فكيف الكريمُ الحيُّ وهو قديرُ!
جنان غسّان الصّايغ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي