رحمة بن مدربل

مزاج غيمة…
شفافةً، تخفي و تفضح
كنتُ المياه في شفتي العبوس
دمعي رذاذٌ و انكساري رعد…
من بيننا؟
الرّيح و الفلوات و زوبعةٌ كسيحة
من كلّنا؟
بعضٌ ببعضٍ، متشابها
كلٌ جزءه المسلول
من كبة الأفق،
هاتها تلك الرجفة نضفرها في جديلة
شفافةً كنتُ…
أعرّي لوعتي، فأجبّها بالصّمت و النظرات
لا تكتشف المروج منّي إلاّ ما أريد لها
و تظلّ تعبد قطريّ، تشتهيه
اللّحظة، ترتجف الغلالات الخجولة
ثمّ يُنفخ في رحمي الهطول
فأمطر…
أبكي غيابي عن غيابي
حضوري في لا حضوري
أبكي تسرّب دمعةٍ حبلى بألوان العطور
و أظلّ أبحث عن حبور
هل تشتهيني يا سرور؟
تلك القوافي بائسة…!
اليوم أضحك كالنواح…
و أجرٍد الرمد المبلل بالجراح
أمسحُ عطش المدينة بالبلل
الآن أمطر و أغنّي للملل
أنا طائشة…
غيمةٌ بألف مزاج
بذوق السُّكر، بتأليب التراتيل
فهلاّ خليت سبيلي…
افتح طريقي للسّماء السّابعة…
أيها الخلل المتيم بالضياع
أيها ال حزن الكئيب الإمعة!