🇵🇸 فلسطين 🇵🇸
الجدران حولي محايدة،
لا بصيصَ لأيِّ متنفّس.
الحزنُ بلغَ رشدَه،
وجهي أخرسُ كوجعي.
الأفكارُ مثقوبةٌ،
كقِرَبٍ بالية.
لا وجهةَ لي إلّا السماء،
تحجّرَ العطرُ في قارورتي.
يدي تنزِفُ حبرًا أسود،
ويسيلُ الليلُ من عيني.
أفتّشُ عن ورقةٍ بيضاء،
لأُدوّنَ عليها ما تبقّى من أنفاسي.
حشرجةٌ في حلقي كيومٍ
يُفارقُ عمري بلا رجعة،
وكيومِ تفارقُ الأمُّ أولادَها.
توقّفْ أيها الزمانُ اللاهث،
خذ معك ما تركْتَ لي من حقائب.
خذ معكَ آهاتي وذكرياتي..
خذ معكَ تلك الدروبَ
التي رسمتَها لي..
فما عدتُ أخطو عليها،
فحجارتُها أسنّةٌ ومحاريث.
فقأَ الحزنُ عينَ الشمس،
فبكيتُ غروبًا على بيتِ لحم،
واحتراقًا على بيتِ المقدس.
أتدرونَ من أنا؟
أتعرفونَ حجمَ أوجاعِ
قلبي الممزّق؟
أنا فِلَسطينُ السليبةُ
أناديكم..
ما بالُكم لا تسمعون،
كأنّ في قلوبِكم صمَم؟
ما بالُكم ﻻ تُمسكُون الريح،
كأنّ أيديَكم أصابَها العطَب؟
جفّت أمطارُ الغيم،
وأصابها الهرم..
الصوتُ مخنوق،
يرتدُّ في الصدرِ مرتبكًا باكيًا..
سوزان عون
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي