رحيلٌ
قوافِلُ أثقلَتها
مشاعِرُ القومِ
وزادُ عمرِهمِ السّحيقِ .
تتهادَى في صحراءِ
اللّامتناهِي ،
مجرجرَةً أذيالَ
الذّكرياتِ العابِرةِ …
محراثٌ وسِكّةٌ
فلّاحٌ يُنقِّبُ
السّهوبَ والوديانَ
بحثاً عن كنزِهِ
المفقودِ …
وراعٍ يُلملِمُ
شتاتَ قطيْعٍ
هَجَرَ …
ومضى
في قطارِ الغُرْبَةِ …
سَلمَى تحمِلُ
طِفْلها الرّضيعَ .
تُسنِدُ رأسَهُ
بقلْبِها
يشدّها الحنينُ
لأرضِها ،
لجذورِها وأهلِها .
فراقُ الأمِّ
يُبدِّدُ العِطرَ ،
فتجِفُّ الأرضُ
وتذبُلُ الزّهورُ ،
الأواني فارِغَةٌ ،
والمكانُ وحيدٌ …
موسيقى الهروبُ
تنبَعِثُ خلفَ التّلالِ
تطوي ملاذاتِ الوجودِ
تُعرّي الشّجَرَ .
صفحةُ الماءِ حزينَةٌ
تعكِسُ غُبارَ الغيومِ ،
والشّمسُ ماضيةٌ
إلى حتفِها ،
والبَحرُ يبتَلِعُ الأسرارَ ،
يستَقبِلُ النّجومَ .
فصولٌ تعاقبَت ،
عُمرٌ ماضٍ ،
والبَحْرُ ساجٍ ،
لا زنابِقَ في الحقولِ .
هو الفصلُ الأخيرُ :
ذبولٌ و رحيلٌ . أحلام الدّردغاني
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي