حنين..
بقلم لينا ناصر
أشتاقُ لزمنٍ كان القلم سيد الحروف والورقة عروس تتهادى بثوبها الأبيض تشاغب الأفئدة لتنسكب على جيدها بشغف وحنين..
كم كانت جميلة ،تلك الرسائل التي تحمل العطر ومن الشوق بعض الدمع البارز الأثر، مع العلم أننا في عصر سريع جدا حتى أنك لو تحاول اقتباس سرعته لا تنجح ولكن خلف ذلك عيون تنتظر وقلوب تحتظر وأعمار لا تحصى مدفونة في ثرى الشاشات وخيالات تذهب بالأرواح إلى أقصى درجات الخطر ناهيك عن تلك الكلمات التي تحتمل عدة وجوه فمن يدري بأي فكر كتبت وبأي ملامح ومن يدري أقائلها أنثى أو ذكر ومن يحمل مكامن النظرات أحزينة أم سعيدة أوربما تنطوي على الحقد والكراهية كيف لنا أن نستدرك حقائق الأمور ؟!
يأتيك قائل:وفي القديم كانت الرسائل الورقية أكثر جمودا فهي لا تصدر صوتاً ولا تتعدى كونها حرف ملقى على كتف سطر!!
وينسى او يتناسى أن تلك الرسائل كانت تتم بين أشخاص جمعتهم فصولا من العمر فحتى ولو لم يرك لوقت طويل ، فإن ملامحك محفورة بداخله كالنقش في الحجر..
أما زماننا..
زمن التكنولوجيا والروبوتات
زمن العجائب بامتياز
مهما حاولت مواكبة حداثته أجدني دائما على مقاعد التأمل والتحليل مما يفرض على قطار التحديث أن يسبقني بمحطات أما قلبي وعقلي فقداتفقا على أن لا يتفقا مع هذا العالم الافتراضي الا بالقدر الذي يستطيعا استيعاب خسارته حين تتبدل الأحوال..!
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي