….
الآن انا لا أخشى شيئاً…. لا اللّيل ،ولا البحر، ولا الكلمات….. لا الورق ، ولا عينيّ، ولا الغياب…. ها أنا اتشفًّى من الورق والكلمات…. بطريقتي الغريبة والمُغرية…. أكتبُ ثم أًُمزّقُ ما أكتب… وأًُلقي بها بين الامواج…. لا شيء جديرٌ بأن نكتبَ. عنه… لا شيء جديرٌ بنا…. لا الماضي…. لا الحاضر…. ولا الآتي…. نفضت الغُبار عني…. فأمامي أُناسٌ لا يجيدون لا الحبًّ… لا الكره… لاالحقيقة… لا المجاز…. ولا القيد… ولا الحرية…. إنّهم يبحثون عن أنفسهم بين طيات الورق…. شيءٌ ما كان يقول لي أنني…. انا لستُ انا… انا مقيّدةًٌ…. انا متسللةٌ…. انا مقفلةٌ بالذكريات…. مطوقةٌ بالإنفعالات…. شيئاً فشيئاً خفتت ملامح الاشياء…. وتداعت الساعات…. ولم أعًُد أشعرُ بشيء…؛. شيئاً فشيئاً أخذتُ أضيع….. اتوه…. اتحوّلُ إلى غيمة…. أنتهي إلى مكان لايأوي إليه إلا المُتعبون أمثالي…. وسمعتُ صوتاً… لكً ان تكتبي ما تشائين…. فلا بياض ٌ أشدُّ فتكاً من بياض الورق… فلتكتبي….. ولتكتبي….
الروائية العراقية ساهرة سعيد تعدّ من الأصوات الأدبية المميزة في الأدب العراقي المعاصر. تمتاز كتاباتها بالغوص في عمق التجربة الإنسانية،...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي