أحمد لحسين
وجعُ السنينْ
عن ماذا أكتبُ يا زهرةَ النّسرينْ؟
عن ماذا أكتبُ يا عطرَ الياسمينْ؟
عن دمعةٍ حرّى سالتْ بها عينٌ
أم عن أوجاعٍ تترى جادَتْ بها السنينْ؟
عن أمّةٍ هانَتْ على أبنائِها
فباعوها بثمنٍ بخْسٍ للمجرمين الحاقدينْ؟
أم عن فجرٍ ملطّخٍ بدماءِ أطفالٍ وشيوخٍ ونساءٍ
سالتْ أنهارًا تفجّرتْ بها الشرايينْ؟
أم عن بلبلٍ مذبوحٍ ماتَتْ على فمِهِ تغريدةُ الفجرِ الحزينْ؟
باللهِ عليكِ يا فتاتي لا تلوميني
باللهِ عليكِ يا زهرتي اعذريني
فالجرحُ أكبرُ ممّا تتصوّرينْ
والمصيبةُ أعظمُ ممّا تتخيّلينْ
أمّتي مجدٌ تهاوى بعدَ عِزٍّ ورفعةٍ وتمكينْ
وصارتْ إلى زهرةٍ ذابلةٍ معفّرةِ الجبينْ
عن ماذا أكتبُ يا زهرةَ النّسرينْ؟
عن حكّامٍ تآمروا على شعوبِهم
من أجلِ كرسيٍّ مُتهالكٍ مُهينْ؟
أم عن علماءِ سوءٍ اشتروا الدّنيا وباعوا الدِّينْ
هل أكتبُ عن غربٍ كافرٍ فاجرٍ لعينْ؟
شربَ دمَانا انتهكَ حرمةَ نِسانا
مزّقَ بلادَنا شرَّدَ أولادَنا نهبَ منَّا الملايينْ
أفقرونا جوَّعونا أذلّونا جعلونا لقمةً سائغةً تحتَ أسنانِ الطامعينْ
هل أكتبُ عن جهلٍ غزا عقولَ أبنائنا
فصاروا ألعوبةً بأيدِ الكافرينَ المَلاعينْ
أم عن بناتِنا تركَنَ الحياءَ لهثْنَ وراءَ حضارةٍ خدَّاعةٍ تُجيدُ التَّدجينْ؟
هل أكتبُ عن مناهجِ تعليمٍ عبثَتْ بها أيدِ العابثينْ
أم عن تاريخٍ مشوّهٍ مزيَّفٍ مقطوعٍ منْهُ حبلُ الوتينْ؟
دعيني يا نسرينتي ودمعي وقلبي الحزينْ
دعيني أعضُّ على الجرحْ ،أرشُّ عليهِ المِلحْ
لا لنْ أعرفَ اليأسْ،لنْ استسلمَ للبؤسْ
لنْ أرفعَ الرَّايةَ البيضاءَ للعلْجِ النَّتِنِ الهَجينْ
أنا من أمَّةٍ سكرَ بها المجدُ لا تلينُ ولاتستكينْ
أنا من أمَّةٍ وعَدَها اللهُ بالعزةِ والنَّصرِ والتَّمكينْ
أنا من أمّةٍ ستعودُ خلافتُها راشدةً على نهجِ النَّبيّينْ
ستحكمُ بالعدلِ وتنشرُ الرحمةَ والخيرَ بينَ الخافقينْ
ستثأرُ من المجرمينْ،وتنصفُ المُستضعفينَ المظلومينْ
وتعيدُ الحقوقَ إلى أصحابِها وتُعِزُّ المسلمينْ
إنَّها وعدُ اللّهِ،واللّهُ لا يُخلفُ وعدَه،ووعدُهُ حقٌ ويقينْ
بقلم أحمد لحسين
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي