يا علي
كان يومًا لئيمًا
يا عليّ
لهيبٌ يُشعلُ الأجسادَ
وميناءٌ
يرمي قلبَه للحجرْ،
وأنتَ تمسحُ الأرضَ
بجبينك،
تغسلُ الملحَ
تغسلُ الموجَ
كي تعودَ في آخرِ النهارِ
برغيفٍ
وعلبةِ حليب
وسوسنة.
وكان العرقُ ينزُّ من مؤخّرتكْ
وجبهتُكَ تعوي
من التعب
وأنتَ تسابقُ الوقت
تُفرغُه من الانفجار
فما الذي أعادك إلى المرفأ
لتكون أوّلَ ضحاياه؟
**
خدعكَ الموتُ، يا علي
أغواكَ بقرشٍ مثقوبٍ
ليوم مثقوبٍ اسودْ
ولم تعرفْ،
انتَ الوديعُ كسحابةِ صيف،
أنّ الرابعَ من آبْ
سيكون فاجرًا
جاءنا الطوفانْ
قبل أن تُبحرَ السفينة
وأنتَ أتيتَ وعدتَ
ثمَّ أتيتَ ولم تعدْ
ذرف نوح دمعةً
لم ينتحرْ.
**
لم يكنْ للقمر يومًا هذا الخفوتُ،
هذا التململُ
هذه الحشرجة
انساب الفرحُ من بين يديه
والأغنياتُ
والخمّاراتُ
وشوارعُ المدينة
وخرج الموتى
من رؤياه
بيروت…
يا وردةَ الصبحِ الشهيّة،
كيف تحوّلَ قمرُكِ
إلى رغيفٍ
وكوبِ حليبٍ وسوسنة؟
وكيف صار عليُّ شعبًا
خبزُه دمُه
ودمُه ظلُّه
وموتٌ يتناسل؟
لورا مقدسي
أغسطس 2021
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي