السلام..
كلمة يتردد صداها على مسامعنا دون أن نشعر بها أو تعنينا.
لم تعد هذه الأحرف الأربعة تحمل لنا الكثير من المعاني لمَ نعيشه في هذا العصر من حروب وطمع وسرقة وكراهية.
أصبح السلام حلمٌ مستحيل ورؤية ننادي ونطالب بها دون بلوغها.
يتحدثون عن السلام!!! ولكن!!!
عن أيّ سلام يتكلمون؟؟ وأين نحن منه؟؟
سلام، بات في قرارات لا تنفّذ، أقوال لا تعنينا، وأفكار تتبنّاها عقول شريرة…
سلام لا نعرفه إلا من خلال صفحات الكتب ومناظرات مطوّلة ومملة…
سلام بين الدول!!!
سلام بين المجتمعات!!!
سلام بين الأفراد!!!
أين هو هذا السلام؟؟
والجميع يتصارع من أجل السلطة،
أين هو السلام؟؟؟
والأطفال يُقتلون يوميّا.
أين هو هذا السلام؟؟؟
ونساؤنا تُخطف وتُغتصب وتُقتل.
أين هو هذا السلام؟؟؟
والسلاح أصبح المتكلّم الوحيد في هذه الأيام.
أين هو السلام؟؟؟
والإنسان يدّمر أخيه الإنسان.
أين هو السلام؟؟؟
والأمن مفقود والأمان مسلوب.
يتكلمون عن السلام، وهم أنفسهم لا يشعرون به ولا يعرفون ماهيته ولا يدركون أنه لا نستطيع تحقيق السلام الخارجي دون بناء سلامنا الداخلي وتصالحنا مع ذواتنا.
نعم يا أصدقائي جميعنا نسعى إلى حياة سعيدة وهادئة ويُعتبر التّمتع بالسلام الداخلي أحد أهم الركائز التي تساعدنا على بلوغ تلك الحياة.
فلا تتهاونوا في البحث عن تلك القوة داخلكم، وتنميتها ونشر ثقافتها انطلاقًا من ذواتكم مرورًا بعائلاتكم وصولًا إلى مجتمعاتكم.
تمتّعوا بالسلام عن طريق التناغم بين مشاعركم وأفكاركم وطاقتكم مما سيُعكس على ردود أفعالكم وتعاملكم مع الآخر.
تصالحوا مع أنفسكم، ممّا معناه أن تمتلكوا القدرة على الاعتراف بأخطائكم وتقبّلها دون الخوف أو التوتر أو الخجل منها…
فالشخص الذي يعيش بسلام، متصالحاً مع نفسه، متقبلاً نقاط ضعفه، يُعتبر من أكثر الأشخاص تصالحاً مع الآخرين، متفهّماً أخطاءهم وضعفهم وقادراً على مدّ اليدّ لمساعدتهم بإيجابية لتخطي ما يواجهونه من أزمات وعقبات في حياتهم.
كفانا تجاهلاً أنّ السلام العالمي يرتكز علينا كأفراد، فمشاعرنا الإنسانية هي من تدعم وتقوّي سلامنا الداخلي وبالتّالي السّلام المحلّي، وأخيرًا السلام الدولي.
ممّا لا شك فيه، أنّ أكثر ما نحتاجه في هذه الأيٌام، هو التقبّل والسلام والإيمان والتسامح.
كفانا كذباً وكرهًا وإجرامًا في حق أنفسنا وحق الآخرين.
samira_haddad
سميرة حداد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي