هذه البلاد تضجرني
ليلُها هذيان
صباحُها ستارة
تفتح
على دولار يلهثْ
صعودًا
صعودًا
وفي الكواليس
سوقٌ سوداء
تشتري وتبيع
الجثثَ
والسلاحَ
والدمَ الفضيحة.
والفقراءْ
قهوتُهم نصفُ صباح
رغيفُهم أسودْ
وجرحُهم يفيضُ
على الضفّتين
كجدولْ.
لا يثورون
لو تلاشت حقولهم
ضبابَا
وذهبت أعمارهم هباء
ينوحون…
كأنّما الدمعَ ينتشلهم من الغرق
لعلّهم رأوا من موتهم ما يزيد
ليقولوا ما عدنا نريدْ
فلنرحلْ…
ونترك هذه البلادْ
للحقراء.
والحقراءْ
يعبرون من دون وجوه،
وطنُهم سلالمْ
كراسيهم جماجم فقدت الذاكرة،
من لحمك يحيكون بساطًا تحت أقدامهمْ
ومن عظامك سبحاتٍ للتسلية
لو بصقتَ في وجوههم
لقالوا إنّه مطرْ
ويواصلون…
كما لو أنّك لم تكن
شتّى أعمالِ القسوة.
هذه البلادُ تضجرني
ليلُها الطويلُ يتمدّدْ
عميقًا
حتّى آخر نقطةِ دمٍ في الشرايين.
لا… ليس قدرًا أن نغفرَ لباراباس
ونصلبَ المسيحْ
فلنخرجْ من عباءةِ المقدّسْ
كونوا
كي نكون
أو لا شيء.
البحرُ أمامَنا
والبحرُ وراءَنا
وأجسادنُا قوارب مثقوبة بألفِ ثقبٍ
بحثًا عن سواه،
لا شيء سيطلعُ من جوفِ البحرِ،
لا شيءْ…
سوى جثثِ الهاربين
من الانهيار
والصيفِ
الذي يخبزُ الأعمارْ
قرابينَ صغيرة
لقدّاسِ الأحد.
لا يأتي الله إلى أرضٍ محروقة
جحيمٌ… هنا
غموضٌ هناك
من أين تبدأ الساحات؟
من قمح الأيادي
من الأغاني
حين تهدرُ فوق الأسوارْ
وتتلقّف الرصاصَ المطّاطيَّ
بالأكفِّ
بالنعالِ
باللغةِ البليغة
ارفعوا النشيدَ نخيلا
أو قمرا
أو مستحيلا
ضدّ الغيابِ
والانتحارْ
ما أوسعَ الساحاتِ
ما أوضحَ الطريقْ!
لورا مقدسي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي