أيلول
ما بك أيلول
قد أقبلت
وفي عينيك نعسُ
كمهاجر
لم ينم منذ زمن طويل
في الصحراء
طال به المسير
خانه ظلّه والنخيل
هبّت الريح
فذرت الرمال
كي تعميه
وارتدت أهدابه الضباب الخجول
كما تتكحّل عينا طحّان بغبار الحنطة والبقول
وخلف ضباب أهدابه
تاه الفرسُ
فتراه كما كلّ الأشجار
إلى السماء يشخص
يبحث عن شمس
تاهت في دوامة الوعود
حملت أمانيه وشردت
خارج الحدود
في نهاره يهمسُ
وفي ليله يهلوس
أين الشمس ؟ أين الشمسُ؟ هل طاب الرحيل لها ايضا؟
وكيف ألحق بها
كي أمسك بأطراف ثوبها الذهبي ؟
أيلول
أسألك عن شمس أحلامي
كيف تاهت؟
لا أثر لها ولا حسّ!
كيف
أ عيدها ؟
فكثيرٌ ينتظرها:
ثيابُ الأطفال المنشورةُ على حبال الغسيل .
القمحُ المدروس الذي ينتظر أن يزداد ُسمرةًِ فوق السطوح
بعض الأشجار التي تأخّر حملها
وبعض أكواز التين
وهؤلاء
أطفال أنجبتهم أمهات تجاوزن الخمسين
بعض الموجات اللواتي كسّرن سيقانهن اليمنى عند عراكهن مع الصخور
واللواتي اتين يعرجن
متأخرات عن ركوب قطار لتصلن بُخارا إلى الغيم!
زهرة دوّار الشمس
التي تتخذها بوصلة
كي تهديها للصلاة !
سجادة جارتنا
التي نشرتها على مصطبتها
كي تبسطها نظيفة في الشتاء !
كل أ حلامنا الليلية التي تنتظر كي تتحقق تحت شمس النهار !
اين ذهبت بها يا ايلول ؟
كيف أضعت آمالنا اليوم
بعدما احتفظ بها أمسُ ؟
أيلول
حسبتك هادئا وغافيا
ما ظننت ابدا انك شرسُ !
كيف نسينا ما أوصانا به جدنا :
خوضوا غمار البحر الهائج
ُأما إذا كان هادئا ، فاحترسوا !
آمنة ناصر
الخميس ١ ايلول
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي