قراءة في ديوان زينة حمّود
بعد الديوان الأول “قرّرتُ الرّحيل ، ها هي زينة حمّود تُقدّم لقرّائها ديوانها الثاني بعنوان :”إبحارٌ بلا شراع”، الصادر عن دار القلم والذي قدّم له الباحث صباح محسن كاظم.
الديوان مؤلّف من ٦٧ قصيدة توزّعت على ١٠٦ صفحات.
تنوّعت العناوين بين الحب والعتاب والعشق الممنوع ثم يأتي الليل وتسهر مع الحبيب، تُخبّىء الأسرار، تخاف على المصير وتُعانق الشّوق فتُمطر الأحلام وتنتشر الورود في الحقول.
لكلّ قصيدة حكاية معها ولكل حرف قصّة كتبتها زينة وروتها بدموع العيون خلف الجدران.
كتبت ذكرياتها للعالم، للآخَر، كتبتُ الضمير، اشتاقت للعناق فعانقت الحروف. كيف لا وهي المرأة الشرقيّة التي لا تبوح بمشاعرها سوى على الورق!
كتبت عدة قصائد للحبيب، بقلمهِ وعنه أحيانًا، قصائد الحبّ وعاتبتهُ.
فتّشتْ عن الوفاء، خافت من الغدر، أشعَلَ روحها العشق.
في الرجل، تبحث عن جسدٍ، عن حضنٍ دافىء “بالعطر يفوح”
راحت تُناجي الليل وتُخبِرُ الحبيب بأنّها لم تحبّ سواه، عشِقتْهُ وعشقها كالصلاة، فتّشت عن نصفها الآخر، عن الملجأ والمُعين.
في حبّه، كتبت قصيدة شعرٍ “قرأها أبا نوّاس ومن بعدها، اعتزل الحب”
للحبيب تقول :” انت كياني، انت عنفواني ” وتسأله “لماذا تطلب المزيد”، وعطر جسده “انبعاث وقيامة” ص ٢١.
لها حكاية مع القدر، في هذا الزّمن العجيب!
قلبها مليء بالدموع، على الوطن، جريح، “روحها بلا عنوان، جسدها بلا شطآن “، انكسرت أحلامها!
هي الطفلة المقهورة التي أنهكتها الحروب والجراح، تعترف بالآخر، بحقّ الاختلاف الذي بدونه لا تستمرّ الحياة.
تسأل الجهلاء كيف لهم أن يقتلوا بإسم الدين، في زمنٍ الحبّ فيه خيانة والعشق كفر!
من هي زينة حمّود ؟
هي الحزينة التي تكسّرت الأمواج على باب حزنها فحملتها الذكريات الى ضفّةٍ أخرى !
لم تنس الشهيد الذي صار في العلياء ولا مدينة النور باريس فكتبت عن موت الأبرياء.
زينة هي التي تكتب بحبر الاشتياق وتعانق الفراق حيث الحب الحقيقي ممنوع والمسافات تُبعِد العشّاق .
انتقدت الجرائم التي تُرتكب بحقّ الإنسانية، تحلم بأن تغفو على كتف الجليل، تعتذر من القدر ولا تنسى جروح الماضي الذي نتعثّر فيه.
لم تنس أطفال العرب فقارنت بينهم وبين أطفال الغرب باستخدام عبارات صادمة : موت- دمّ- صواريخ- ملاجىء-حرب-حطام -سمّ … ومفردات سلام-فنّ- موسيقى -غناء-مستقبل-غد…
في الختام أقول لزينة : لا تعتذري من القدر. كلماتك ليست رهن النسيان بل مرهونة بمجد الحبر على الورق. احملي يا زينة ورقة وقلمًا بكل الألوان كي تنجبي القصيدة، أبحري بشراعٍ من كلماتٍ وحروف يتّسع لها الكون.
رنا سمير عَلَم
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي