تاريخ الكُرد القديم للأجيال
الجزء السادس
لازلنا بصدد التأكيد (5) من خلال المصادر الموثوقة بأن أسلاف الكُرد هم السومريون
أن الكُرد ذُكروا في الألواح الطينية السومرية قبل آلاف السنين بأسمهم الحالي ” كوردا”. أستناداً لكلام أحد أكبر علماء الآثار في العالم العلامة (صموئيل نوح كريمر)
الذي يفند أي تاريخ قبل سومر ، وهو القائل : ” التاريخ ابتدأ من سومر”.
وعند بحثنا عن اسم الكُرد في التاريخ القديم وجدنا ….
أن الدكتورة الألمانية (هانالوره كولخر) قالت في أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والفلسفة من جامعة برلين عام (1978) :
بالاعتماد على المصادر العلمية والتأريخية العديدة بأن أول ذكر للفظ (كُرد Kurd )
جاء في بعض الرُقم والوثائق السومرية في (الألف الثالث) قبل الميلاد.
الكثير من المؤرخين يعتقدون بأن السوباريين والسومريين ينتمون إلى أصل واحد وإنهم مرتبطون مع بعضهم بصلة القرابة أو على الأقل كانا يعيشان معاً في شمال بلاد مابين النهرين قبل إنتقال السومريين الى جنوب بلاد مابين النهرين وإستقرارهم هناك المصدر (الدكتور نعيم فرح (6) معالم حضارات العالم القديم
يذكر الدكتور نعيم فرح في كتابه المذكور أيضاً بأن السوباريين والسومريين ينحدرون من الگوتيين (أسلاف الكُرد) الذين كان موطنهم سلسلة جبال زاگروس.
كما ذكر في نفس الكتاب بأنه خلال الحكم السوباري كانت القرى تخضع لسلطة المدينة المجاورة لها والتي كان يرأسها حاكم يسمى “باتيس- باتيز” الذي يعني المِلك باللغة الكُرديةالسوبارية والسومرية وعندما كانت سلطة مدينة ما تزداد قوة كانت هذه المدينة تقوم بإخضاع بعض المدن الأخرى لسلطتها وحينذاك كان حاكم تلك المدينة يلقب “لوكال”
يذكر الدكتور جمال رشيد أحمد بأن مصطلح سوبارتو الجغرافي دخل التاريخ منذ الأف الثالث قبل الميلاد على أنها بلاد تقع بين “پاراهشي” في شمال إيلام وجبال أمانوس المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط غرباً وفي عهد الملك الأكدي نارام سين كانت مناطق الكويتيين واللولويين وهم سلالات كردية جزءً من سوبارتو (الدكتور جمال رشيد أحمد) (7) دراسات كردية في بلاد سوبارتو بغداد 1984م
الباحث الأمريكي گلب (Gelb) (1)
يذكر بأن السوباريين ينحدرون من الاقوام الجبلية مثل أسلاف الكُرد الگوتتين والكاشيين ولم يكونوا شعباً سامياً وإن اسلاف الكُرد الخوريين (الهوريين) ينحدرون من السوباريين
الكُرد الهوريين (الحوريين أو الخوريين ) هم الذين أسسوا مملكة ميتان) وهم فرع من السوباريين وإن السكان الذين كانوا يعيشون في شمال بلاد ما بين النهرين أي ميزوبوتاميا = كردستان كانوا ينتمون أيضاً الى السوباريين المصدر (2)
يقول السير سدني سمث (3) بأن السكان السوباريين القاطنين في أعالي القسم الغربي لدجلة كانوا معروفين باسم الهوريين (الخوريين) الذين استطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم في القرن 18 قبل الميلاد على القسم الأكبر من سوريا الحالية حتى نهر الفرات وإن المصريين في تلك الفترة كانوا يطلقون على سورية الحالية أسم بلاد “هورو” أي (مملكة ميتان الكردية) (3)
ويقول السير سدني سمث أن ما حصلنا عليه من معلومات عن كُردستان حتى الآن تدلنا مما لاشك فيه انه كانت في العهود القديمة منطقة تحدها من الشمال بحيرة (وان) وغربها وادي (الخابور) وشرقها (كركوك) وجنوبها بلاد (بابل) وكان يعيش في هذه المنطقة قوم يسمى “شوباري”
يذكر هيرزفيلد (4) بأن سكان بلاد سوبارتو لم يجر عليهم تغيير إثني بل جرى تغيير أسمائهم حيث أسم الهوريين “حل محل أغلب سكان سوبارتو بعد عصر حمورابي أي أن السوباريين سكان مملكة سوبارتو والهوريين سكان مملكة ميتان ينتمون إلى شعب واحد وهو الشعب الكوتي أي أسلاف الشعب الكردي الحالي .
كانت اللغة السوبارية من أقدم اللغات وكذلك كتاباتها المسمارية حيث أن الحضارة الكُردية السوبارية كانت تنافس شقيقتها الحضارة الكُردية السومرية حتى في ظهور الكتابة بل وفي تدشين العصور التاريخية فهناك الكثير من المفردات الكٌردية السومرية المأخوذة من اللهجة الكُردية السوبارية المصدر الدكتور سامي سعيد الأحمد (8) (السومريون وتراثهم الحضاري)
وتنتمي (اللغة السوبارية) إلى اللغات الهندو أوربية- الآرية كما هي (اللغة الكُردية) والتي اعتبرت من فصيلة اللغات الآرية وسميت علميا باللغات الهندو أوربية .
إن أسماء كثير من المدن السومرية هي ليست أسماء سومرية ، بل سوبارية .
أمثال مدن: أور، أريدو، أوروك، سِپار، لارْسا، لَگَش، وكذلك قد تكون المفردات المشتركة بين اللغتين السوبارية والسومرية هي مفردات سوبارية، مثل كلمة “باتيس – باتيز” التي تعني “الملِك . المصدر (الدكتور سامي سعيد الأحمد (8) السومريون وتراثهم الحضاري ) وهذا يدعم الرأي القائل بوجود صلة القرابة بين السوباريين والسومريين .
نتطرق هنا مجدداً إلى ملحمة كلگاميش للعلامة ” طه باقر ” (9) وإرتباط تسميتها بوضوح بأسم بطل الملحمة والمتشبه بالجاموس ويتكرر أسم الجاموس لمرات عديدة في الملحمة حيث أن كلگاميش قام بصرع وقتل الجاموس (گاميش)السماوي ,
وأنه من المرجح أن يكون أكتسابه لإسمه هذا متأتياً لهذا السبب بإضافة ” كل ” إلى ” گاميش ” ليصبح كلگاميش
هكذا نرى بأن أسم الملحمة نفسها هو أسم كُردي خالص يتألف من ثلاث كلمات هي ” كل ” والتي تعني “فحل” وكلمة كا” والتي تعني ” ثور ” وكلمة ” ميش” والتي تعني ” حيوان” وبدمج كلمة” كا” و ” ميش” تنتج لنا الكلمة المركبة ” كاميش ” والتي تعني في اللغة الكُردية الجاموس وبذلك يعني أسم الملحمة ” فحل الجاموس “
إن أختيار السومرين للجاموس ليكون رمزاً لهم يعكس بوضوح تأثرهم ببيئة الأهوار التي كانوا يعيشون فيها حيث اشتهرت بلاد سومر بكثرة الجاموس فيها والتي لاتزال الى يومنا هذا تشتهر المنطقة بتربية الجاموس . العرب اقتبسوا مفردة
” جاموس” من المفردة السومرية گاميش وقاموا بتحويرها لتتلائم مع النطق العربي.
أبطال ملحمة ” كلگاميش ” الأشخاص البارزين فيها يحملون أسماء كُردية .
” أورشنابي” الذي يساعد ” كلگاميش” في بحثه عن سر الخلود معنى أسمه ال ( ملاح ) والى الوقت الحاضر يستعمل الكُرد مفردة ” شناو ” وتعني ” السباحة “
” أوتناوپشتم ” هو أسم جد كلگاميش ومعنى الأسم (الخلود) أو( الأشخاص الذين أتو من بعدي ). وفي اللغة الكُردية يقال “هاتنوپشتم ” يعني أيضاً ( الذين أتو من بعدي ) أي نفس العبارة تستعمل في اللغة السومرية والكُردية .
التطرق للأسماء الكُردية التي أطلقت على العراق وبعض مناطقها قديماً (5)
أقدم سكان العراق هم القبائل الكُردية الرافدينية كالسومريين والكوتيين والإيلاميين واللولويين والكاشيين
والتي ترجع أصولها البدائية إلى ( سلسلة جبال زاكروس) ( العمود الفقري لبلاد الكُرد -كُردستان) لذا فإن أقدم الأسماء التي أطلقت على العراق كانت أسامي كُردية وأهم تلك الأسماء الأسم الحالي للعراق ( عراق) : مشتق من الأسم الكُردي القديم (أورك) (الوركاء) وهو اسم اقدم مدينة كُردية سومرية في جنوب العراق وهو أسم مركب من كلمتين كورديتين (اور ) Awir وتعني النار و( كا) Ge وتعني مكان
لذا أسم مدينة (اورك) تعني باللغة الكُردية ( مكان النار – معبد النار ) .
سومر هو أقدم أسم أطلق على العراق القديم وهو أسم مركب من كلمتين كورديتين(سو) وتعني (الرماد) أي رماد النار و (مر) وتعني أرض وجمع الكلمتين سومر معناها ( أرض الرماد ) وأطلقوا هذا الأسم على جنوب العراق للدلالة على إرتفاع درجات الحرارة في تلك البلاد الخصبة .
سوبارتو أصل التسمية (زوبارتي- زوبارتو ) وهو أسم كُوردي لاصق مركب لأن اللغة الكُردية لغة لاصقة منذ أيام الكُرد الكوتيين والكُرد السومريين
فأسم ( زوبارتي – زوبارتو – سوبارتو ) يتكون من كلمة (زو- زي) وتعني (الزاب – المجرى المائي) مع كلمة (بار) وتعني (النهر) وألحقت بها (تي- تو) لتنسيبها لللغة الكُردية
مثل أسم (كوتي) أي سكان الجبل والتي تتكون من كلمة (كو) وتعني جبل ولاحقه (تي) للتنسيب
لذا فكلمة ( زوبار) تعني نهر الزاب ويقصد بها ( الزاب الكبير والزاب الصغير ) في جنوب كوردستان وشمال العراق
و(زوبارتو – زوبارتي) تعني سكان نهر الزاب . وللآن توجد قبيلة زيبار الكُردية العريقة التي تسكن قرب نهر الزاب الكبير وأن أسم قبيلة زيباري الكُردية يعطي نفس معنى أسم زوبارتو سوبارتو الذي كان يطلق على نفس مكان سكن قبيلة زيباري الحالية.
المصادر الأجنبية
1- T.G. Gelb 1944 Hurrians and Subarian
2-Speisere, Ephraim A. 1930
Mesopotamian Origins .The basic population of the Near East. Philadelphia
3- Smith Sidney (1928) Ancient Kurdistan
4 – Herzfeld, E 1968. The persian Empire
المصادر الأخرى
5 – تاريخ الكورد القديم
الدكتور مهدي كاكه يي المصدر الأساسي لكتاباتي
6 – الدكتور نعيم فرح
معالم حضارات العالم القديم
7 – الدكتور جمال رشيد أحمد
دراسات كردية في بلاد سوبارتو بغداد 1984م
8 – الدكتور سامي سعيد الأحمد
السومريون وتراثهم الحضاري
9 – العلامة طه باقر
مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة
10 – الدكتور عماد محمد غرلي
الفنون الحربية في الشرق الأدنی القديم ـ منذ الألف الثالث ق.م الی الألف الأول ق.م
الكاتبة والدكتورة ڤيان نجار ٢٦ /١٠ / ٢٠٢٢ ... يتبع
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي