أعذرني
لم أهمل حبك
أبداً
لكني كنت منهمكة
في لملمة الصدأ
من ذاكرة الرصيف …
لأني صرت شاحبة
كسماء الخريف…
وكان الليل قد انحلّ لونه
واجتاح النهارات
فصار يرتق ثوبه المحلول وشبه الممزق
أخذ آلة التصوير
وراح يكدّس في ألبوم الظلام النظرات الخائفة.
للعتمة رهبة
أخشاها…. نعم
إنها الموت
إنها القبر
أخشى أن آتي كتابي بيدي اليسرى
وتقصُر يدي اليمنى عن التقاط طيوري
التي أدعوها للغناء
لكنها لا تغني…
لا تغني
لمن تحشو الوجع في ضلوعها…
لا تغني
لشجرة دون أوراق
ولا لسفينة غارقة في الهزائم ….
لا تغني
لمن ترتشف قهوتها باردة…
ولا لمن تطعم يمامها
فتات الظلام والقهر ….
ليست يداي قصيرة فحسب
بل حتى أقدامي
فإني أشحذ الخطى منها
البرد جمّد أطراف أصابعي
وتسمرّت
دون مرساة …
أعذرني
كل أطرافي عاجزة لتوصلني إليك….
وتشهد تفاصيلي موتاً بالجملة …
.
آمنة ناصر
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي