تاريخ الكُرد القديم للأجيال
الجزء الثامن
لازلنا بصدد التأكيد من خلال المصادر الموثوقة بأن أسلاف الكُرد هم السومريون ، أكرر هنا بأنه تم إكتشاف آثار للحضارة السومرية التي تعود لعصر فجر السلالات ولا سيما الفترة الأخيرة منه في بعض مدن شمال بلاد مابين النهرين( كوردستان) مثل مدينة آشور ونينوى المصدر / العلامة طه باقر (١): مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، الطبعة الأولى، بغداد، عام 1973)
هذا الإكتشاف بحد ذاته دليل مادي واضح يؤكد بأن كٌردستان الموطن الأصلي للسومريين ولامكان لإجتهادات أو تحليلات أخرى وأن السوباريين والسومريين عاشوا معاً هناك .
وهناك دليل آخر وهو طريقة تأسيس السومريين لممالك المدن لديهم المصدر (٢) الدكتور مهدي كاكه يي “أسلاف الكورد السومريين” والتي أرتبطت بوضوح بخلفيتهم الجبلبة كون الطبيعة الجبلية والحواجز الطبيعية المتواجدة في كٌردستان أدت الى عزل السكان بعضهم عن بعض وعن الآخرين مما شكلوا مجتمعات شبه مستقلة تدير أمور حياتها بنفسها .
هذه الثقافة الجبلية إنتقلت مع السومريين عندما هاجروا من كُردستان إلى جنوب بلاد مابين النهرين ، واحتفظ سكان كل منطقة في كُردستان بإستقلاليتهم حتى بعد الإنتقال الى جنوب بلاد مابين النهرين وكل مجموعة سكانية منهم قامت بتأسيس مملكة مستقلة لنفسها في موطنها الجديد كما كانت تعيش معاً في كُردستان ضمن جغرافية متصلة تفصلها وتعزلها الطبيعة الجبلية لسكان كٌردستان
مرَّ تأسيس ممالك السومريين بثلاثة عصور سميت من قبل العلماء ” بعصر فجر السلالات ” أو “العصر السومري القديم” أو “عصر دويلات المدن ” حيث لم تتوحد البلاد فترتها تحت مملكة كبيرة واحدة أستمرت تلك الحقبة الزمنية مدة ستة قرون وقسَّم العلماء العصور الثلاثة كالآتي
١- عصر فجر السلالات الأول (٢٩٠٠ / ٢٨٠٠ — ٢٧٠٠ ) ق.م . هذا العصر مثّلَ المرحلة الأخيرة من طور الوركاء (٣٥٠٠) ق.م. أو العهد الشبيه بالكتابي , ومن المعروف أن الكتابة قد أرسيت قواعدها تماما خلال الطور الذي أعقبه وهو (جمدة نصر) في حدود (٣٠٠٠) ق.م. في تل جمدة نصر في بلاد الرافدين فترة العصر البرونزي.
٢ – عصر فجر السلالات الثاني (٢٧٠٠ — ٢٥٥٠) ق. م. في هذا العصر أُكمِل تطور الكتابة المسمارية وتم استخدامها وظهر التدوين الرسمي وتم أيضاً تأسيس ممالك مستقلة في المدن
٣ – عصر فجر السلالات الثالث (٢٥٥٠ — ٢٣٣٤) ق. م في هذا العصر وصلت الحضارة السومرية في أور الى أعلى مراحل إزدهارها ونضجها.
سلالة الوركاء الأولى : هي من السلالات الشهيرة في عصر فجر السلالات الثالث، حيث إشتهرت بملكها الخامس “كلكامش” (حوالي 2700 قبل الميلاد) الذي هو بطل ملحمة كلكامش الشهيرة. كما ظهر في هذا العصر كلّ من سلالة (لكش) و(أوما) اللتين كانتا في صراع مرير، إستمر حوالي مائة عام
المصدر (٣) (فاضل عبدالواحد علي. العراق في التاريخ – السومريون والاكديون – بغداد، 1983.
قام السومريون ببناء العديد من المدن
وكل مدينة منها كانت عبارة عن مملكة سومرية مستقلة .
من المدن السومرية هي :
مدينة(أوروك) التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات وتبعد بحوالي 30 كيلومتر عن شرق مدينة السماوة
ومدينة (لگش) التي تقع في جنوب مدينة قلعة سكر العراقية،
و(أور) و(أريدو) الواقعتان في جنوب غرب مدينة الناصرية في جنوب العراق
و( لارسا) التي تقع شمال غرب مدينة الناصرية العراقية
و(أوما) الواقعة في جنوب غرب مدينة قلعة سكر في العراق
ومدينة (شروباك) التي تقع في شمال مدينة (أوروك)،
ومن خلال التنقيبات التي أُجريت هناك في عام 1902 ــ 1903، تم إكتشاف عدد كبير من الألواح المدرسية التي تعود للعصر السومري والتي كان يتم فيها تدريس تلاميذ المدارس .
ومدينة (إيسن) التي تقع في جنوب شرق مدينة الديوانية العراقية،
ومدينة (أدب) التي تقع في شمال غرب مدينة (أوما)،
ومدينة (نيبور) الواقعة في شرق مدينة الديوانية،
ومدينة (اكشاك) التي يقع موقعها في المدائن التي تقع جنوب شرق العاصمة بغداد،
ومدينة (كيش) التي تقع آثارها في محافظة بابل و كانت إحدى المدن الرئيسية للسومريين، حيث أن الأساطير السومرية تُخبرنا بأنها أول مدينة يحكمها ملِك بعد الطوفان الكبير الذي تم ذكره في الأساطير السومرية وفي الديانة اليهودية و المسيحية والإسلامية،
ومدينة (سيبار) التي تقع على الضفة الشرقية من الفرات، حوالي 60 كيلومتر شمال بابل،
ومدينة (شروباك) التي تقع على نهر الفرات، حوالي 225 كيلومتر جنوب شرق مدينة الناصرية، في هذه المدينة السومرية تم إكتشاف أول تقويم زراعي، يضم عدداً من الوصايا والتعليمات الزراعية الخاصة بتهيئة الحقل وبموسم البذار والري والحصاد وضعها فلاح سومري لإبنه على رُقيم من طين يحوي 35 فقرة .
المصدر (٤) ليو اوينهايم: بلاد ما بين النهرَين. ترجمة وتحقيق سعدي فيضي عبدالرزاق، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1981
المصدر (٥) نيكولاس بوستگيت: حضارة العراق وآثاره – تاريخ مصور، ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي، بغداد، دار المأمون للترجمة والنشر، 1991
المصادر
١- العلامة (طه باقر )
مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، الطبعة الأولى، بغداد، عام 1973
٢- الدكتور مهدي كاكه يي
المصدر الأساسي لكتاباتي
“أسلاف الكورد السومريين “
٣- فاضل عبدالواحد علي
العراق في التاريخ – السومريون والاكديون – بغداد ، 1983
٤ – العالم والمؤرخ الأمريكي ليو اوينهايم
بلاد ما بين النهرَين. ترجمة وتحقيق سعدي فيضي عبدالرزاق، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1981
٥ – نيكولاس بوستگيت
حضارة العراق وآثاره – تاريخ مصور، ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي، بغداد، دار المأمون للترجمة والنشر، 1991
الكاتبة والدكتورة ڤيان نجار
٣/ ١١/ ٢٠٢٢ ….. يتبع
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي