حذر …
كيف أقنع قلبي أنّ الأيّام ما عادت تعترفُ بليالي القمر واعترافات الحالمين .
وأن العتاب صار عهدًا بائدًا لا يشفع للحظات الودّ المرتجفة في غربتها .
وأنّ الوعودَ صارت سبيّة لا يذكرها زمن باعَ نفسه للدجالين .
كيف أقنعُه أنّ الوقت المناسب صارَ أسيرَ الذين يتعمّدون الوصول المتأخر انتقامًا من اللهفة .
وأنّ الانتظار هو ضحيّة الغائبين الذين أضاعوا بوصلة اللقاء .
كيف أقنعُه أنّ مسيلمةَ أنجبَ الكثير من الأحفاد واختار لهم أجمل الأسماء وأوصاهم بالخديعة .
وأنّ الباطل يرجم الحقَّ بفتاوى شيطانيّة يردّدها الأغبياء .
كيف أقنعُه أنّ السّيف على عنق الكلمة وأنّ ” هُبل ” يطوفُ حوله أتباع الحقد القديم .
وأنّ القابضَ على حبّه منفيٌّ من بلاد يُرجمُ فيها العاشقون .
كيف أقنعُه أنّ الصمت استهتار وذاك الرضا المزعوم حيلة مقنّعة بالحياء .
وأنّ البوحَ صار عدوًّا يسخرُ من لحظة صدقٍ ويعيّرها كلّ حينٍ بآلامها .
كيف أقنعه أنّ الأمل الذي أرهقناه بالأمنيات ما زال يسمعنا .
وأنّ الدّروب التي ضاعَ منها الربيع ستوصلنا إلى محطات الأمان .
بيني وبين قلبي حذر .. أوهمته أنّي بخير .. وينبضُ بداعي الحياة ..
رفيقان فقدا عمدًا ذاكرة الكلام كي يُبطلا تعويذة الفراق !
رانية مرعي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي