** بوابة الإركاب **
بقلم : بلقيس بابو
هَلّا تُعِيرِينَنِي يَا حُلْوَتِي قَلَمًا
كَيْ أَكْتُبَ اسْمِي وَ أُمْلِي مُسْرِعًا رَقَمًا
فِي حَضْرَةِ الحُسْنِ أَقْلَامِي لَكَمْ ذُهِلَتْ
يَا وَيْلَ حِبْرٍ جَفَاهُ طَيْفُ مَنْ بَسَمَ
عُنْوَانُ بَيْتِي عَلَى جَمْرٍ أُدَوِّنُهُ
وَ الرَّسْمُ بِالقَلْبِ مَنْقُوشٌ كَمَنْ وَشَمَ
عَنِّي اكْتُبِيهِ رَجَاءً حِينَ تَقْتَرِبِي
بِالبُعْدِ تُدْمَى يَدِي، فَلْتُسْعِفِي كَرَمًا
فَلَسْتُ أَشْكُو جِرَاحِي فِي مُرَاوَغَةٍ
قَلْبِي تَمَادَى صَبَابَةً وَ مَا كَتَمَ
سَأَرْحَلُ اليَّوْمَ وَ الآفاقُ تَنْظُرُنِي
وَ الْوَعْدُ بِالقَادِمِ الْجَمِيلِ قَدْ سَئِمَ
عَقَدْتُ عَزْمِي عَلَى تَرْكِ الهَوَى وَطَنًا
لَا تَسْأَلِي كَيفَ، فَالمُرَادُ قَدْ حُسِمَ
لَا تَحْسَبِي رِحْلَتِي أَخْتَارُهَا عَبَثًا
طَيْشًا وَ لَا نَزْوَةً تَمْضِي بِنَا قُدُمًا
إِلَى بِلَادٍ سَخَتْ، قَدْ سَاقَنِي قَدَرٌ
أُعْطَى بِهَا حَقَّ قَدْرِي، حَقَّ مَنْ عَلِمَ
بَلْ إِنَّهَا غُرْبَةٌ حَتْمًا سَتُوجِعُنِي
لَكِنَّ أَحْلَامَنَا لَا تَرْتَوِي عَشَمًا
سَأَتْرُكَ الأَرْضَ وَ الْمَرَارُ يَقْتُلُنِي
وَ الكَوْنُ خَالٍ كَأَنْ مَا كَانَ مُزْدَحِمًا
فَلْتَرْحَلِي عَاجِلًا، لَا تَجْعَلِي عَطَلًا
تَأْشِيرَتِي فِي يَدِي، سَأَمْتَطِي الْحُلُمَ
وَ لَا تَلُومِي فَكُلِّي حَيْرَةٌ، مَلَكَتْ
قَلْبِي ، تَحَرَّى لَهَا صَبْرًا وَ مَا سَلِمَ
أَقْلَامُكِ الجَافَّةُ لَنْ أَسْتَعِينَ بِهَا
عَنْ سِحْرِها تُبْتُ، وَ المِدَادُ صَارَ دَمًا
أَشْتَاقُ عُمْرِي وَ لَمْ أَتْرُكْ مَوَاطِنَهُ
مَاذَا إِذَا رَدَّنِي بِالمَوْجِ مُرْتَطِمًا
أَدْمَنْتُ رِيحَ الجَنُوبِ اشْتَقْتُهَا نَفَسًا
رِيحُ الشَّمَالِ جَرَتْ فَأَيْقَظَتْ أَلَمًا
فَلْتَتْرُكِي طَائِرِي مُحَلِّقًا زَمَنًا
حَتْمًا يَعُودُ إِلَى الدِّيَارِ مُغْتَنِمًا
لَوْ هَذِهُ الأَرْضُ تَشْتَاقُ الرِّضَى وَلَدًا
كُلٌّ لَهَا بَعْدَ حِينٍ ، أَيْقِنِي كَلِمًا.
