كتب الاستاذ عبد الله ايت الاعشير و هو كاتب مغربي و محاضر دولي ، مهتم بشؤون العربية الفصحى ، مدقق لغوي عن قصيدة الدكتورة الشاعرة بلقيس بابو:
تعد قصيدة ( بوابة الإركاب) صرخة شعرية من طبيبة نطاسية تقول في كمد يدمي القلب أنها أدمنت رياح الجنوب، لكن هبوب رياح الشمال على قلبها أيقظ لديها فكرة الهجرة، وهي فكرة لم تخترها عبثا وطيشا، لكن جنبات العيش في الجنوب أضحت ضيقة، لذلك عزمت على المغادرة القاسية على قلبها، إلى بلاد تقدر قيمتها، وتعطى حقها في العيش الكريم على شاكلة الشاعر المهجري في قوله:
لم يبرحوك اختيارا بيد أنهم
ضاقت بهم جنبات الشرق فانتقلوا
تلك بصفة عامة هي المضامين المبثوثة في النص الشعري الذي لا يصوغ الوقائع صياغة حرفية غايتها الإيضاح والافتضاح لمشاعر التوجس والخشية والمرارة التي تكابدها الشاعرة بلقيس في الجنوب، ولكن بإيجاز في منتهى الإعجاز؛ إيجاز يكشف اللثام عن الأسباب الدافعة بحرقة إلى الإقدام على معاودة تجربة المغادرة مرغمة، غير مختارة، لأنها لم تستطع صبرا على تلك المكابدات.
والحق أن الشاعرة بلقيس أثثت هذه القصيدة الإلكترونية الرقمية بمجموعة من المؤثثات التي تسهل على القارئ الانفتاح على مضامينه مثل( قاعة الانتظار بكراسيها الثابتة، والطائرة المحلقة في الجو، ناهيك بعنوان القصيدة الذي يعد علامة سيميوطيقية ندلف من خلاله إلى أجواء النص الذي يمثل الانتقال والسفر لحمته. إنه التوظيف الفني للكلمات والعبارات وفق معايير أسلوبية يمثل الحذف والإخفاء مدماكه الأساس، بغرض التلطيف المبطن بمرارة لا تستطيع الشاعرة صبرا عليها، ناهيك بالمزاوجة بين الفصل والوصل التي ليست مجرد ظاهرة لغوية تخص العطف أو تركه( عبثا، طيشا، زمنا،حتما…) بل إنه من أغمض أبواب البلاغة في تزيين الكلام لتحقيق التفاعل السياقي بين أبيات القصيدة المنظومة على بحر البسيط الذي يصلح لمثل هذه العواطف الحرى التي يمس الفواد شجاها.
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
ويظهر أن الشاعرة بارعة في الالتزام بقواعد العروضيين، حيث التزمت بالضرب غير المخبونة، كما يوصي العروضيون بذلك. كما اجتهدت في التحليق بطائرة الخيال ( فلتتركي طائري محلقا، أدمنت ريح الجنوب…) التي تضفي على النص الشاعرية المتكئة على التلوين الأسلوبي الذي يومئ إلى المراد بطرف خفي كما في قولها:
لا تحسبي رحلتي أختارها عبثا …
وبعد، فهذا عصير الصخرة الصماء، خضت فيها نوفل عبارات هذه القطعة الشعرية، كي أظفر بالمستصفى المستكن داخل صدف الألفاظ
والعبارة التي لا تصرح بحقيقتها عارية.)
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي