نارٌ بلا دخان
(١)
في هدأة الليل
جاء طيفه يقرع بوابة قلبي
انتفضت بخوفٍ … ألتمس سكينة روحي
ترقبني عينانِ فارقَ ظلَّهما وجهي
لتلتقطا النور الطالع من عينيه
(٢)
قلت:
غرباءُ نحن حتى التقينا
وحين التقينا..
صار العالمُ كوب نبيذٍ
وأنتَ نديمي
(٣)
قال:
غرباء نحن حتى التقينا
وحين التقينا..
صار العالم أنتِ
وصرتِ وجودي
(٤)
ازداد العتمُ شديداً جداً
أشعلَ شمعة
راح يطفئها بأطراف أصابعه
سألتُه:
ما سرُّ ما تفعل؟
قال:
النورُ في العين
ليس إلا أثراً من نور القلب.
من عينيكِ يسطعُ نوري
(٥)
هدأت روحي
أشعل عودَ ثقاب
سألتُه..
والآن ماذا تفعل، أتشعل ناراً؟
قال..
النارِ لا دخان لها حين يتقدُّ القلب لهباً
قلت..
وإذاً ما الجدوى؟
قال..
أريدُ أن أطفئ العتمة
وأطفئ اللهيبَ المشتعل بجسدي
ما بين حوارٍ وحوار
٦)
جاء الفجر سريعاً
صحوتُ من عصفِ الروح على قبلة
قلت..
حين التقيتك عرفتُ أنك تنقُصُني
رد..
قولي: حين التقيتكَ
عرفتُ أنك تشبهني
٧)
كنتَ كمرآةٍ تعكِسُ الغائبَ في عمري
كنتِ الحاضر عرفتُ بوجودكِ ضدّي
٨)
جاء الصبح على عجلٍ
وانتشر النور
فأيقظَ حلمي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي