تاريخ الكورد القديم للأجيال
الجزء الثاني عشر
نشر دراسة فلاح ميرزا محمود (١)
المصدر الأساسي لكتابتي في هذا الجزء
” الأقوام والطوائف التي سكنت بلاد مابين النهرين “.
والتي تتضمن الدراسات التي قام بها المؤرخين العرب والأجانب والمصادر التاريخية التي تمتد إلى قرون قبل الميلاد وقبل الإسلام .
وتتضمن أيضاً اقتباسات من دراسات
الدكتور جمال رشيد أحمد / والعلامة محمد أمين زكي
السوباريين
في الأجزاء السابقة هناك بعض التوضيحات المختصرة عن السوباريين لكن الموضوع يحتاج الى شرح مفصل ووافي .
يقرّ الكثير من المؤرخين بأن السوباريين هم من أسلاف الكورد، ويشير علماء التأريخ والأجناس البشرية الى أنه منذ أقدم الأزمنة التأريخية، كانت بلاد “سوبارتو” يسكنها شعب آسيوي يشتركون في العرق والدين واللغة والثقافة التي كانت تميّزهم عن الشعوب الأخرى.
يذكر الدكتور جمال رشيد أحمد مصدر (٢) دراسات كردية في بلاد سوبارتو بغداد 1984.
بأن أغلب المناطق الشمالية لوادي الرافدين عُرفت في المصطلحات البابلية بـ “سوبارتو”، وأن سكانها كانوا غير ساميين وغير هندو أوربيين وأن “سوبارتو” إسم جغرافي يعني “الشمال أو المنطقة المرتفعة”.
يذكر العلّامة محمد أمين زكي :المصدر (٣) “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن . ترجمة محمد علي عوني الجزء الأول الطبعة الثانية ١٩٦١ ” بأنه في عهد الأكاديين كان إسم “سوباري” عبارة عن تعبير جغرافي يدل على بلاد واسعة جداً تمتد من الشمال الغربي في بلاد إيلام الى جبال الأمانوس، ثم أصبح الإسم يُطلق على عشائر كبيرة في كردستان .
يذكر الدكتور جمال رشيد أحمد المصدر (٢) “دراسات كردية في بلاد سوبارتو بغداد ١٩٨٤ ” بأن مصطلح “سوبارتو” الجغرافي دخل التأريخ منذ الألف الثالث قبل الميلاد، على أنها بلاد تقع بين “پاراهشي” في شمالي إيلام وجبال أمانوس المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط غرباً، وفي عهد الملك الأكادي نارام سين، كانت مناطق الگوتيين واللولويين جزءً من سوبارتو .
يذكر العلامة محمد أمين زكي : المصدر (٣) “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن . ترجمة محمد علي عوني الجزء الأول الطبعة الثانية “١٩٦١
في أواخر حكم الآشوريين إختفى إسم السوباريين
وظهر بدلاً منه إسم شعب آخر يُعرف ب”نايري” ومن المرجح أن يكون النايريين قسماً مهماً من الشعب السوباري ولا تزال آثار الشعب النايري باقية في منطقة “نهري” (شمدينان الحالية) الواقعة في شمال كوردستان الحالي
المستشرق الروسي ” فلاديمير مينورسكي” المصدر (٤) “الكرد وكردستان. موسوعة الإسلام، دائرة المعارف الإسلامية، القاهرة، 1929 ” يذكر أيضاً بأن النايريين هم أحفاد السوباريين وأن السوباريين بدورهم هم أحفاد الگوتيين .
كما أن المستشرق “تورودانجين” المصدر (٥) “رابطة الغزوة الثامنة من غزوات الملك سرجون، باريس، عام 1912 ” يذكر بأن منطقة “نايري” أو “هوبشكيا” هي وادي بوتان و تم تأسيس حكومة نايرية مستقلة في القسم الشرقي من بلاد النايريين .
الأستاذ حازم هاجاني المصدر (٦) ” مجلة متين، عدد 67، صفحة 103 ” يذكر بأن أنور المائي يقول بأن أقدم عشيرة كردية بادينانية هي عشيرة الزيبار وأن هذه العشيرة تنحدر من السوباريين .
يذكر المستشرقون بأن الميتانيين هم فرع من السوباريين وأن السكان الذين كانوا يعيشون في شمال بلاد ما بين النهرين كانوا ينتمون أيضاً الى السوباريين
كما يقول السير سدني سمث المصدر (٧) بان السكان السوباريين القاطنين في أعالي القسم الغربي لدجلة، كانوا معروفين بإسم “الهوريين (الخوريين)” الذين إستطاعوا ان يبسطوا سيطرتهم في القرن 18 قبل الميلاد على القسم الأكبر من ســورية الحالية حتى نهر الفرات وأن المصريين في تلك الفترة كانوا يُطلقون على ســـورية الحالية إسم بلاد “هورو”.
يذكر “هيرزفيلد” المصدر (٨) بأن سكان بلاد سوبارتو لم يجرِ عليهم تغيير إثني، بل جرى تغيير أسمائهم، حيث أن إسم “الهوريين” حلّ محل إسم أغلب سكان سوبارتو بعد عصر حمورابي. يضيف “هيرزفيلد” بأنه يظهر من نصوص “بوغاز كوي” التي ترجع تأريخها الى ما قبل عام 1600 قبل الميلاد، بأن الحثيين كانوا يُسمّون اللغة الأكدية ب”بابيبيلي” وهو الزمن الذي يسبق ظهور مدينة بابل وسمّوا لغة بلاد سوبارتو ب”خوريلي” .
يقول السير سدني سميث: المصدر (٧) إن ما حصلنا عليه من معلومات عن كوردستان حتى الآن تدلنا مما لاشك فيه أنه كانت في العهود القديمة منطقة تحدها من الشمال بحيرة وان وغربها وادي الخابور وشرقها كركوك وجنوبها بلاد بابل وكان يعيش في هذه المنطقة قوم يُسمّى “شوباري”.
يعتقد بعض المؤرخين بأن السوباريين والسومريين ينتمون الى أصل واحد وأنهم مرتبطون مع البعض بصلة القرابة أو على الأقل أنهما كانا يعيشان معاً في شمال بلاد ما بين النهرَين قبل إنتقال السومريين الى جنوب بلاد ما بين النَهرَين وإستقرارهم هناك (الدكتور نعيم فرح: المصدر (٩) معالم حضارات العالم القديم، دارالفكر، 1973، صفحة 198). يذكر الدكتور نعيم فرح في كتابه المذكور أيضاً بأن السوباريين والسومريين ينحدرون من الگوتيين (أسلاف الكورد) الذين كان موطنهم سلسلة جبال زاگروس. إن أسماء كثير من المدن السومرية هي ليست أسماء سومرية، بل سوبارية، أمثال مدن: أور، أريدو، أوروك، سِپار، لارْسا، لَگَش، وكذلك قد تكون المفردات المشتركة بين اللغتين السوبارية والسومرية هي مفردات سوبارية، مثل كلمة “باتيس – باتيز” التي تعني “الملِك” (الدكتور سامي سعيد الأحمد: المصدر (١٠) السومريون وتراثهم الحضاري، منشورات الجمعية التاريخية العراقية، بغداد، 1975). هذا يدعم الرأي القائل بوجود صلة القرابة بين السوباريين والسومريين وأن هذين الشعبَين قد عاشا معاً في كوردستان الحالية.
المصادر
١- فلاح ميرزا محمود / المصدر الأساسي لكتابتي
“الأقوام والطوائف التي سكنت بلاد مابين النهرين”.
٢ – الدكتور جمال رشيد أحمد /
“دراسات كردية في بلاد سوبارتو بغداد 1984”.
٣ – العلامة محمد أمين زكي /
“خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن . ترجمة محمد علي عوني الجزء الأول الطبعة الثانية ( ١٩٦١) .”
٤ – فلاديمير مينورسكي / “الكرد وكردستان. موسوعة الإسلام، دائرة المعارف الإسلامية، القاهرة، 1929 “.
٥ – المستشرق “تورودانجين /
“رابطة الغزوة الثامنة من غزوات الملك سرجون، باريس، عام 1912”.
٦ – الأستاذ حازم هاجاني /
” مجلة متين، عدد 67، صفحة 103″.
٧ – السير سدني سميث / كردستان القديمة (١٩٢٨)
٨ – هيرزفيلد / الإمبراطورية الفارسية ( ١٩٦٨ )
٩ – الدكتور نعيم فرح /
“معالم حضارات العالم القديم، دارالفكر، 1973”.
١٠ – الدكتور سامي سعيد الأحمد/
“السومريون وتراثهم الحضاري، منشورات الجمعية التاريخية العراقية، بغداد، 1975”.
الكاتبة والدكتورة ڤيان نجار
١٩/ ١١/ ٢٠٢٢ ….. يتبع
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي