“أهوى الغبار”
لأنّي أشتهي فعلَ الحياةِ
غادرْتُ إليَّ
تسلَّقتُ سلالمَ توتُّري درجة.. درجة
تشبَّثتُ بحبالِ تشنُّجي..
تماهيتُ مع ملمسِها،
مع انقباضِها، مع ارتخائِها
حدّقتُ في هذا العبثِ الذي يعشّشُ في المطارحِ
ركلتُه برجلي الأُولى..
ركلتُه حتّى تلاشى
حدّقتُ في هيمنةِ الموتِ على الوقتِ
ركلتُه برجلي الثانية..
ركلتُه حتّى بهت
حتّى ارتسمَت في نبضي دقّات الطبول التي أعرفُها
انتفضَت واستعادَت نقشَها
بدائيّةٌ أنا
أشتهي فعلَ الحياةِ
تخنقُني البيوتُ الميتة
الّتي لا ترقصُ جدرانُها على صوتِ الموسيقى
ولا تَفتحُ نوافذَها لرقصةِ المطرِ، وهو يتمرّغُ في الأرضِ
تخنقُني البيوتُ الّتي يخنقُها الصمتُ
النظيفةُ الباردة كرخامِ الموتِ
وأنا بدائيّةٌ
أشتهي فعلَ الحياةِ
محمومةٌ به
وأهوى الغبارَ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي