محراب الذكرى يتبتل الراهب في صومعة الزمن ، قس يقص الوقت العتيق ،
آت من عصور غابرة ، كمن
يخرج من لوحة جامدة
ومن إطار لامع ينعكس
بريق ذلك الزمن ..تلامس زوايا الروح أطياف كانت في زمن ما
أقرب من الضحكة للشفاه المنفرجة وأقرب من العين لحراسها ، ومني إلي ، وتسكن في أحداقي وترتع في حقول وجداني وتتربع على أكف قلب ، تلوى تحت ضربات الدهشة وملازم الشوق ،
كم هو جبار ذلك القلب الحزين لما أثقله من طين
، القلب الذي يحمل كل هذا الأسى والذكرى وما زال ينبض ويتأتيء في تكاته الرتيبة
يتلعثم في ساكنيه ، في ذكريات تظلل أشجارها
أطيافا تناجي مشاعرا
رحلت أجسادها وهي تنظر
خلف ظلالها ،
تلتسق في أحشاء القلب وتصمت ..
وشمس الذكرة تشرق كل يوم تلقي غلالة الحنين لتدثر كتف القلب الذي إرتجف من برد الفراق ،
ومن منخفظات زمهريرية
قارصة ضاربة في العروق
و عصافير مغردة تصحو
تغني وتناغي عصافير الروح وطيور القلب التي تهتف في فوضى نبضات
تاهت في دوامة الشوق
وأجراس الشجن تقرع
بالذكرى في كنائس الروح العتيقة وتدق في الدماء
التي تبلل العقل لتنبهه ،
ف ليكف عن الشرود !
والتوهان في ضباب أبدي
وبين النبض وشريانه
يسير مركب الحنين دون توقف يدور في دائرة ما
في منظومة دائرة بلا توقف ..
ويبتلع الغياب الوقت الراحل المتلاشي في غياهب الرحيل !
نعمات العزة /الأردن
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي