صناعة الاحرار
……………………..
اتدري یا صدیقي
لم لا نعلم کیف نصنع الاقدار؟
نظن ان کل الحیاة
مکتوبة (بالامس)في الکتاب
ومهما اظهرنا التصمیم والاستبسال
لایتغیر المکتوب والقضاء والافعال!
لذا سیبقی کما کان، الغلبة للاقدار!
من هنا نظن نحن مسلوبي الارادة
نولد ونعیش ونموت
بالاکراە…و بلا اختیار
ونلقي اللوم علی الواحد القهار! !!
ولکن لولا وجود الاختیار
لما کانت الجنة والنار
ولما وجد العقل والکتاب
والانواع
والتردد والوسوسة
في الاختیار
ولما کانت الکثرة والوحدة
والصمت و الکلمات والاختلاف
و التعدد في الخیارات !!!
وما وجود الثواب والعقاب
الا لیقال لنا :
اننا بلا اکراە او اجبار
یمکننا ان نشاء
او ان نختار
وان نصنع
او نغیر الاقدار
لذا یا صدیقي
لامعنی لوجود الاجبار
في عالم کالماء في حراک
غیر مقولب و سیال
من هنا کل شیئ عن الاجبار
دلیل جهل ونقص ومجرد هراء
ففي احسن الاحوال
وجود (کلمة) الاجبار
تدل علی حقیقة وجود الاختیار
وایضا التفاتة لطیفة من الرحمن
کي نظهر مانخفیە داخل الابدان!
ولکن
فلا وجود للاختیار
ان لم یکن هنالک
ما یجبر الافراد!
ومن حقنا ان نبحث
عن مصدر الاکراە
الا تری :
نحن في عالم فیە أمراء
صُناع للجبر والاوهام
وسُراق للحقائق والاختیار
فهم یحاولون دوما تبدیل الاسباب
وتغییر الاسماء والاوصاف
بما یُسهل لهم الغش والخداع!!
ما اغرب الظنون والذرائع!
واتهام الخالق بسلب الاختیار!
فکتابة کتاب حول عالم سیال
تتغیر وتکتمل فیه الموجودات
حاجة علمیة ک(میزان) و (معیار)
ودلیل (للعِلم المُسبق) للرب بالافعال
فکیف لا یعرف وهو خالق للاجناس
اذن لم یُتَهم الرب بسلب الاختیار!
فهو الذي لایسمح بخلط الاجناس
ولا بخلط اللحوم مع العظام!
ولا الاوعیة مع الدماء !
من هنا ومن الطبیعي جدا
ان لایسمح بسلب الاختیار
ویخلق اللە
ما یجعل الانسان ان یختار
ویدمغ کل من یستعبد الانسان
فلا تهتم بمن یتراوح بین الکلمات
هٶلاء الذین یخلقون الفقاعات
ویلبسونها ثوب الفلسفة والنظریات
الذین یحمِلون تلک الاعلام و الشعارات
(القبضة) و (الشعلة) و(الحریة والمساواة)
هم ضالعون في صنع الجهل والاستعباد
وتکبیل الناس باصفاد الکلمات
فالعسکر و اشباە الفلاسفة سواء
في خنق الحریة و صنع الاصنام
والعیش والارتزاق
علی العقل والافکار
و الدم و الاجساد
و خلق الوحشة والخوف والآهات
ففي عالم الرأسمال
الساسة والعسکر
هم خدام وازلام التجار
واظن ان من اتی بکلمة الاجبار
کان یرید ان یسرق منا الاختیار
ویشل ارادة تغییر الاوضاع
ویحافظ علی بقاء الحکام
وایضا یبقی علی الواقع کما کان!
خالقا ومنتجا للعبید والاقزام !
فیامن تبحث عن مملکة الاحرار
اعلم :عندما یکون الوجود سیال
ویتغیر کل لحظة وباستمرار
اذن لامکان لمن یٶمن بالاجبار
و(عدم الحرکة) في المصیر والاقدار
وسیلقی کل جابر جبار
الذي یسلب الارادة والاختیار
مصیرا یشبە مصیر زبد البحار
ولا یسلم احد من الواحد القهار
الا من یعمل في مصانع الاحرار
لیصنعوا عالما بلا ساسة وبلا تجار
وبلا جبر ولا اکراە
حرا طلیقا بلا حدود ولاحصار
وبلا سموم للاقلام الصفراء
من الکتاب واشباە الفلاسفة
والخطباء
والشعراء
الذین یتاجرون
بالجلد واللحم والدماء
……………………………………………
اللوحة لصدیقي الفنان الرائع (عدنان عبدالقادر الرسام) بعنوان (الـحـــظ العـــــاثـــر) زيـتيــــة ( 2022 )
درب النور /دعد عبد الخالق
دَرْبُ النُّورِ…فِي خِضَمِّ الْعَاصِفَةِ نَظَرْتُ إِلَى الْأُفُقِ الْبَعِيدِ، مَرَرْتُ بِالْغَيْمَاتِ الَّتِي لَبَّدَتِ السَّمَاءَ هَمًّا وَحُزْنًا وَاسْوِدَادًا غَيْرَ آبِهَةٍ، فَعَبَّدْتُ دَرْبًا...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي