من جعل الأيامَ ولادةً فاشلة،
و الفرحَ جنينًا لفظ أنفاسه قبل الخلاص،
من حقن وجه الحقيقة ليُخْفيَ آثار التلف؟
كل التجاعيد التي زارتني اليوم كانت حزينة،
و الابتسامات باهتة و بهجة الربيع مزوَّرة..
كل القلوب التي حضنتُها اليوم باتت متوَرِّمة،
كل نبض قِسْته اليوم كان حارقا..
فتحت كل النوافذ لكن روائح الاحتراق
ظلَّت عالقة بأنفاسنا ..
سنواتٌ قد مضت و كل الحناجر أضحت منهكة،
لم أستطع لمَّ شظايا أرملة تتعقبها أفواه فارغة،
رغم كل الشواهد المعلقة على الجدار خلفي،
رغم اعتيادي على احتواء الألم
لم أستطع اليوم !!
لم أستطع تجفيف دموع
شيخٍ تقاعَدَ و لم يَمُت بعد!!
لم أستطع أن أطلب من ذاك الثلاثيني
أن يضع أحْمَاله أرضا ، كي أفحص ظهره المقسوم ..
سمعتُ لهذا و ذاك و تلك .. و لم أعرف
من زوَّر تاريخ الوجع؟
من طرَّز الكفن ؟
بلقيس بابو
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي