إنّ هشاشتي، يا صغيرتي، تنهار أمام مشهد الموت، وهي لا تحتمل التحديق في حفرة غبيّة يُحشر فيها جسد كان بالأمس يصافح، ويحتضن، ويقبّل، ويمنح الحنان، ثمّ، وفي لحظة داعرة، يتحوّل إلى مجرّد كتلة جامدة خرساء، تفوح منها رائحة نتنة خبيثة. هذا شيء عصيّ على فهمي، ولا أحبّ أن أكون شاهدًا على عبث غير مفهوم. بالإضافة إلى أنّي أضعف كثيرًا أمام صوت بنت تنتحب أباها، أو صبيّ يودّع أمّه، لدرجة أشعر معها بأنّ حزنهم هو حزني أنا وأكثر. وربّما تدفعني حماستي المفجوعة إلى احتضانهم بشدّة، حتّى يمتزج دمعي بدموعهم، وهذا ما قد يجعلني أبدو كالأبله البائس .
الناس، يا سيّدتي، يأخذون عليّ تقصيري، ولا يريدون أن يفهموا بأنّ حزني لا يشبه حزنهم. فحزني ليس مجرّد دمعة تتبخّر تحت الشمس، أو مرثيّة تُلقى ثمّ بعدها تتلاشى في الفراغ، بل هو عميق وغائر، يعتلج في الأعماق، لا تراه شمس أو تدركه عين.
مشكلتهم أنّهم لا يدركون هشاشة دواخلي وما تسبّبه لي من عذاب مبرّح .
أنا مجرّد إنسان يريد أن يفهم، قبل أن يُهال التراب على أيّ جثمان، لماذا كلّ هذا العبث من البداية إلى النهاية.
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي