بعضُ الصمت مخيف !
هناك من يصمت عند التطاول عليه،ويتظاهر بتصديق ما يسمع،في وقت انّه على يقين من فداحة الكذبةِ،لكنّه يبتسم ويتظاهر بالسذاجة المُطلقة.ليسَ خبثاً ولكن من فرط حبّه لكَ ،يتفادى إحراجكَ ،علّكَ تستقيم .هذه الفئة تختار المسامحة كثيراً،ليسَ غباءً ولا ضعفاً ،لكنهم يتركون للودّ فرصةً كي يعود، ولأنّه يصعب عليهم التخلّي ،يتناسون ولا ينسون، وفي كل مرة تلتصق الخيبة في قلوبهم كالرماد وتطمسُ اللهفةَ شيئاً فشيئاً…
هؤلاء صمتهم مخيف، وتغاضيهم مخيف، وتناسيهم مخيف،لأنّهُ ذاتَ كذبة، وذاتَ تلاعب، وذاتَ خدعة، وذاتَ صباح سينفجرون ،وستُبعثرُ العاصفة كلّ الرماد المتكدّس ،وسينقطع الود، وسيتلاشى الاحترام، وستنعدم الثقة، وستبردُ العواطف الملتهبة وتتثلّج الرغبة.والمخيف في الامر انّ مشاعرهم القديمة لن تتحوّل عندها الى النقيض. لن يكرهوا ولن يؤذوا ولن ينتقموا…لأن الكراهيّة والندم والحسرة هي ايضاً مشاعر. هم سيحرمونك حتى من ايّ شعور.فالمشاعر وإن كانت سلبيّة فهي تعطى لأحد ما، لشخص ما،يعنينا…امّا انتَ،فسينقلونكَ من خانة الكلّ شيء الى خانة اللا شيء. من الوجود الى العدم. الى خانة الغريب والبعيد . كما كنت أولاً.بكل بساطة. وسيكملون طريقهم دون التفاتة،رغم طيبتهم، واخلاقهم العالية وصبرهم الطويل والجميل.
خفْ إذاً!
لا تراهن على ذكائكَ واستغبائهم.هم تجاهلوا عمداً ما ظننتَ أنّهم لم يلاحظوه.هي فقط طريقتهم في التعبير عن حبّهم ووفائهم للعشرة واحترامهم لمشاعرهم.
هؤلاء النادرون، الطيّبون، المخلصون ، الصادقون، الاستثنائيون، أحذر صمتهم ولا تتمادى في اختبار صبرهم، لأنهم متى رحلوا لن يعودوا ابداً.
وقد قيل:
“اتّقِ شرّ الحليم .. إذا غضب.
اتّقِ شرّ الصابر… إذا هجر
إذا سامح وغفر، إذا تناسى وصبر، إذا تغاضى وعذر…إن أردتَ بقاءهُ.
أمال شكر.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي