شقاوة كبار
فرج احمد فرج
باحث انثربولوجيا
تقابلنا بعد الجنازة والعزاء بعد ايام .. حقيقة انا اللي طلبت من صديقي ان نشرب معا قهوة .
ونتحدث شويه في الاحداث الجارية والعواصف القادمة بعد ان يعرف ابن المتوفي وخاصة من المستشار محمد حسين الذي ترك عنده وصيته ويتحدد فتح ميعاد فتح الوصيه في حضور كل من هم مكلفين للحضور لهذه اللحظة
وبالمرة اعرف قصة زواج العمدة من سونيا والتي لم تعمر اكثر من 90 يوما ونتوقع كيفية ظهورها .
في عشية الليلة حضر صديقي وجلسنا بالتراس وكاد الليل يرخي ستائره والقمر انيسنا والنجوم تراقبنا .
احضرت سمية شقفات البطيخ المثلج وهي تمرأ
بعد قليل ساحضر لكم القهوة .
مضبوطة !
البن في البرطمان ذو الغطاء الشفاف لاني احتفظ لكل وقت نوع من البن الصباح غير العصاري غير بن الليل لانه مخلوط وليس صافيا
احكي بقي ايه حكاية العمده الله يرحمه .
عرف الست دي ازاي ؟.
صاحبك انت كنت تعرفه اكثر مني كان شقي .. بس علي ثقيل ..
وفي سرية تامة .. ومحدش كان يقدر يعرف عنه اي حاجه .. الا لما هو يصرح بيها.
فيسبوكي محترف ..
بخلاف طبيعة عمله في جهاز المخابرات جعلته يتعرف علي اجمل النساء .
منك لله في فكرتك التي اقتنع بيها مؤخرا بعد هذه السنين من العزوبية .. حين اقنعته ان يتزوج
لم يضيع الوقت !
هو كان مربط معها وليليا معها شات كاميرا تحت غطاء ستر الليل والاغطية في فصل الشتاء وملط في الصيف لم يكن منتظرك ان تنصحه بالزواج .
تقريبا كان ينتظر رايك فقط – لا اعرف السر لماذا كان يخشاك ؟.
لم يأخذ وقت في ان يقلب صفحاته فهو وقع في حبها منذ فترة وكنت اعرف ذلك وكان يحكي لي .
صاحبك كان طول عمره شقي !
ولا نسيت رحلة اسوان
اقتكرت !
بعدما فرغت من غدائي بمطعم السفينه ” ايزادورا” المتجهه من الاقصر الي اسوان .. كان الجو جميلا ومشمس كعادته .. فقررت الصعود لظهر السفينة للتمتع بشمس الغروب وشرب الشاي الصعيدي اللي علي حق.
وجدت اثنين من اصدقائي بالرحلة , فنحن مجموعة من كبار السن .. لم نجد ضالتنا في هذا العمر بعد الاحالة للمعاش ..الا في الرحلات .
” وجدتهم راس في راس “
اي منهمكين ومستغرقين في رؤية الموبايل
وبرغم قربي منهم جدا لم يشعروا بقدومي واحدهم يمسك بيده تليفون محمول من ماركة فائقة الجودة في التصوير والفيديو والتسجيل بتقنية عالية والا وانا اقف علي راسهم ..
وفجأة اكتشفوا وجودي ولان ما بيننا من عمر وعشرة سنين , قلت” جملة نقولها ” تدليلا علي حتمية المشاركة
فيها – لا اخفيها
فضحك العمدة صاحب التليفون وصديقنا الاخر .. وقال ابدا , نحن نشاهد فيديو
يومها انت قلت له ..لا نكذب .. قول الحقيقة ..
فضولي الح عليا ان اعرف الحقيقة فهددته مازحا ” احكي – والا”
فقال لي صاحبنا البيه ضبطه بيعمل شات مع بنت زي القمر ( برازيلية) وايه وكمان فيديو .. لتعيش معه اللحظة – “سير السفينة والوان الشجر الاخضر والنخيل علي الضفاف ولون مياه النيل المنعكس علي سطحه لون السماء الزرقاء “..
حقيقة اللقطة والمنظر تستاهل النقل .
وجلسنا كي استوضح الامر منه.
وايه حكاية البنت ام عيون ملونه ونصف شقراء دي
البنت حقا جميلة فقد كانت في العقد الثالث من عمرها ” اي مكتملة النضج والانوثة في كل شيئ
وكله واخد حقه فيها وخاصة مناطق الانثي .
ولان لم يكن بيننا اسرار تخفي – بدأ السرد والحكي .. قال تعرفت في البداية عليها من خلال الفيسبوك
واستمرت علاقتنا في البداية ( فانا احترم سني ومقامي ومركزي )
الا ان البنت ولسحرها .. طلبت مني ان نتقابل علي شبكة الواتس او الماسينجر او الفيبر ونفتح الكاميرات ويكون حديثنا مباشر – فأول مرة اراها حقيقة وليست عبر الصور .
ارتعدت اوصالي وارتعشت يداي من طريقة ملابسها وجسدها الذي اصبح مباحا فقلت لها .. ان فارق السن بيننا لا يؤهلنا ان يكون بيننا اية علاقة من اي نوع ..
ولكنها بصوت حنون
انا احبك واحب شعرك الابيض .
سابت مفاصلي , ووجدت نفسي في ما اكن اتوقع ان اعيش في مثل هذه التجربة التي اجتاحتني
الا ووجدت نفسي في علاقة رومانسية حالمة و جنسية اثيرية مع امراة تملك كل مفاتيح ومفاتن الاغراء والجمال وكأن الشيطان ارسلها وسلطها عليا .
وتسألت ماذا افعل وانا في هذا العمر ؟
حقيقة انا اعيش منذ سنوات حرمان من علاقتي الزوجية لمرض زوجتي ,.
واصبحت مع هذه المراة لا اطيق يوما في ان احرم بلا رؤيتها او سماع صوتها ..
شعرت معها لذة غريبة ورعشة مثيرة ادركت حينها ان التفاعل والتبادل في العالم الافتراضي حقيقة من نوع اخر وان المعني هو من يصيغ الذات .. ومن يوم ان تحولت علاقتنا الي المتعة الجنسية وشدة الرغبة لرؤيتها واصواتها والاسئلة تؤرقني من هو الذي سأمارس الجنس معه هل النفس ام الجسد ام الغريزة ؟
هل اتعقل ام اتخيل واطلق لنفسي العنان ؟ –
اللذة والمتعة والجنس الافتراضي الذي يحدث بأفراغ الشهوة دون لمس ؟
فأنا عشقت انثي عشق الجنون وتهت في لذتي تيه الدهشة والتأمل وجدت نفسي منخرطا في عالم لا يمت للواقع بصلة ” افتراضي” دون ان ادري ان هذا الهاتف المحمول انا املكه ام هو اصبح يملكني فداخله سحر من مواقع التواصل الاجتماعي الذي ساقني الي عوالم كنت اجهلها
عوالم اللذة الجنسية والعاطفية عبر الخيال ..
هذه حكايتي مع البرازيلية , نظر كل منا للاخر وظللنا نضحك بصوت عالي وكأننا كنا في مسرحية هزلية .. الا انني وبصفتي الدراسية في علم الانثربولوجي ,, استوقفني سرد صديقي وقررت ان ادرس هذه الظاهرة من كافة جوانبها في المجتمع واسبابها , وكان اول سؤال – هل هذه الظاهرة موجودة فعلا في مجتمعنا وفي احضان ديننا وعاداتنا وتقاليدينا وثقافتنا .. وكانت الاجابة هذه الدراسة ولماذا الشابات يعشقن الرجل ذو الشعر الابيض ؟.
ومن خلال معرفتي باصدقائي – عندما نخرج لرحلة لا نجد في الليل غير الحديث والسمر عن الاشياء الغريبة وخاصة اننا كلنا رجال علي المعاش – ويجررنا الحديث ليكون في النهاية كي نكسر الملل والرتابة والصمت عن جراءة الجنس الذي اغلبيتنا محروم منه لاي سبب .
تقصد الحكاية دي – اندريسا البرازلية
الله ما انت فاكر اسمها اهو !
بجد البنت ك
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي