عرائسُ الجُلَّنارْ
كُرمَى لعيونِ عرائسِ الجلَّنارْ،
تتزاحمُ سحائبُ أَيَّارْ،
وتتوافدُ قطعانُها بغبطةٍ
تُجلِّلُ الكونْ،
لتبارِكَ العُرسَ عرسَ السماءْ.
ما أُحَيلى أن تضحكْ،
فَتَحمرَّ خدودُ البروقْ،
ويفترَّ من ثغرِها الأُرجوانْ!
وما إن تطرِّز أثوابَها الأمطارْ،
حتّى تجرَّ أَذيالَ العزِّ والتِّيهْ،
من أوعزَ لزخَّاتِها أن تُزغرِدْ؟
وهل هي شرارةُ البدايةِ لمَواسمِ
زفافِ الفصولْ؟
أَتُراها سَكرى تُعربدُ في أزقَّةِ اللَّاوَعي؟
وكيفَ تلعقُ بكلِّ جنونٍ بقايا نبيذٍ
تعتَّقَ في جِرارِ المَدى؟
وفي أَيَّةِ خمَّارةٍ هوى نجمُ نَديمِها
ذلكَ المساءْ؟
أمْ أنَّها خَجلى من وجهِ بدرِ البدورْ،
وَقدْ لاحْ؟
لا لا أخالُها إلَّا بركاناً،
صبَغَت حِمَمُهُ لوحةَ أديمِ الأرضِ
بحمرةٍ الزَّعفرانْ،
و حتماً..
لن يُطفِئَ هجيرَها إلَّا
طوفانٌ وسيولْ.
كُرمى لعيونِ عرائِسِ الجلَّنارْ،
كمْ صَدحَت بلابلُ فيروزَ:
” ياكرمَ العَلالي عنقودَك لِنا.. “!
وكمْ تَدلَّت عناقيدُ القلوبْ،
وتمايلَت خِصَلُ أَفئدتها
بغنجٍ و دَلالْ!
فكيفَ لِحبَّاتِ عريشِها أن تنجوَ
من سحرِ مِنقارِ الشَّحرورْ،
وهي تعشقُ أغانيهْ؟
لا بل وأكثرَ…
فحُمرةُ شغافِها تلهثُ
بريشِهِ وتهيمْ؟!
كُرمى لعيونِ عرائسِ الجُلَّنارْ،
نثرتُ شذراتِ رُوحي
قَمحاً و ظِلالاْ…
في بيادرِ الأملْ،
ثمَّ لوَّنتُ بعصيرِ رمَّانِها
فراشاتِ وَ مَنتورَ
خريفِ عمري
ولمَّا أزلْ أحصدُ سنيني بذهولْ.
نازك مسُّوح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي