تختلف مدارس الفن التشكيلي، ويبقى لكل فنان بصمته وإبداعه، معبرا عن ثقافته ورؤيته، والفنانة اللبنانية كلير واكد عالم من الجمال، تعبر لوحاتها عن الأرض والوطن والمرأة بكل تجلياتها وترسم بشغف لتترك للمشاهد متعة الإبحار في عوالم الجمال. من هنا كان لمجلة أزهار الحرف محاورة الفنانة التشكيلية اللبنانية كلير واكد
حاورتها من لبنان /ملاك علي
•متى اكتشفتِ أنكِ فنانة تشكيلية ؟
-كنت ارسم منذ الصغر، لكن الاهتمام الجدي بالرسم، بدأ مع ممارسة مهنة التعليم،فكنت أشرح الدروس مستعينة بالرسم المباشر على اللوح مما لفت الأنظار الى هذه الموهبة.
•ما علاقة الفن بالحياة من حيث الجمال والمتعة والتغيير الخ؟
-لا يمكن فصل الفن عن الحياة.
فالفن إما يكون فنًا ثوريًا يسهم إلى جانب الفكر بقيام الثورات الكبرى، ولنا مثال في الفنانين الذين مهدوا للثورة الفرنسية، كما فناني عصر النهضة في إيطاليا وأوروبا عمومًا . وإما أن يكون الفن تجسيدًا لمفاهيم الحق والخير والجمال فيسمو بالحياة وبالمجتمعات .
إذًا الفن الحقيقي، بالاضافة لكونه متعة، هو حامل رسالة، ويسهم في بلورة الوعي وصقله ورفعه. وقد رأينا محطات كبرى في الفن نقلته من فن الطبيعة إلى فن المجتمع، بمعنى أن الرسامين لا يهتمون فقط برسم المناظر الطبيعية بل يعبرون من خلال لوحاتهم عن حالة المجتمع وآفاق تطويره.
•هي طقوس الرسم لديك وأي وقت تبدأين ممارسة الرسم؟
-مبدئيًا أرسم منذ الصباح .وأكثر الاحيان أرسم دون توقيت مثلًا تجدني أستيقظ بالليل لأجسد فكرة خطرت على بالي…
•هل الفن للامتاع فقط أم أن هناك رسالة من الفن؟
-بالطبع الفن هو تذوق للجماليات لكن الرسام كالشاعر والمفكر والاديب والروائي هو صاحب رسالة يعبر عن الحالات السياسية والاجتماعية والاقتصادبة: الرسام الحقيقي ينقل نبض المجتمع ، تطلعاته، آماله وأحلامه.
فالرسام ابن المجتمع وليس ناسك في محترفه، وهو ابن العصر كذلك.
كما أن الرسم له برأيي أسمى رسالة ألا وهي الحرية: لا يمكنك أن تأسر اللون، فهو ابن قوس قزح. كذلك لا يمكنك أسر الرسام في سجون فكرية ودينية وطبقية.
بمعنى ان الرسام الحقيقي كائن حر، ومن خلال رسمه يعبر عن توقه الفردي كما عن توق المجتمعات للحرية.
اذا رأينا ان مدارس الرسم خصوصًا الفن التشكيلي هو انعتاق من القوالب الجامدة بل و ثورة عليها، وإذ بريشة الرسام تسبح على هواها معبرة عن هذا التوق الجارف نحو حرية الانسان .
•هل لديك مرسم لتعليم الأجيال ام فقط للهواية؟
-لدي مرسم أمارس فيه هوايتي وشغفي، و هذا فخر لي أن أعلم الأجيال الصاعدة.
*حدثينا عن المعارض التي شاركتِ فيها.
شاركت في العديد من المعارض في لبنان، و أغلبها برعاية وزارة الثقافة. و شاركت أيضا في الكثير من المهرجانات.
•هل الفن التشكيلي رافد من روافد الثقافة اللبنانية أن لم يعد أحد يهتم بالفن في ظل الغلاء و السياسة؟
-بالطبع الفن التشكيلي هو احد اهم روافد الثقافة في لبنان ، إذ لا يمكن تصور حياة ثقافية من دون الرسامين: هم اعمدتها الى جانب المفكرين والادباء والشعراء والمسرحيين.
طبعًا الحالة الاقتصادية اثرت سلبًا على حركة الفن التشكيلي بمعنى عدم قدرة أصحاب الدخل المحدود والذين باتوا الاغلبية الساحقة في البلد على شراء لوحات الرسامين ولو باسعار متهاودة. وبات شراء اللوحات محصورًا بفئة معينة من الناس . لكن الوضع الاقتصادي لم يؤثر على همتنا نحن الرسامين ولا على معنوياتنا وانتاجنا ، بالعكس زدنا إصرارًا على اعطاء المزيد ، والحالة الاقتصادية المزرية ربما تحثنا اكثر على الرسم والابداع . كما لم تؤثر الحالة السياسية والاقتصادية على حركة المعارض التي تزايدت بشكل مطرد ، سواء بمبادرات أهل الفن او مبادرات وزارة الثقافة .
لا يمكن تصور حياة ثقافية وفنية محصورة بالاغنياء فقط، فالفن حركة مجتمع بخاصة حركة الانتاليجنسيا ، كما اقول لا حياة فنية من دون طبقة وسطى اي طبقة الناس المتعلمين والواعين.
سيبقى لبنان بلد الحضارة، بلد الفكر والفن والادب والشعر ، بلد الاشعاع والنور ، ونحن الفنانون نعبر عن هذا اللبنان المختلف، المتميز ، الحضاري .
•لاحظتُ أنكِ تكتبين فوق كل لوحة سطرين أو أكثر هل هو تفسير للوحات أم لذلك غاية أخرى؟
-العبارات التي تكتب فوق اللوحات هي شرح لايصال الفكرة او الهدف من اللوحة ، أو بطريقة أخرى الرسم بالكلمات أوثّقه بريشة…
حاورتها من بيروت /ملاك علي
مراجعة لغوية /رانيا حسين الشريف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي