ذكريات
في أعماق نفسي ذكرياتٌ كثيرة وحلوة بريئة لن تُمحى، تعيش معي في غدواتي و روحاتي، هذه الذكريات تُقرب الأبعاد وتقطع المسافات غير عابئة بحواجز أو موانع،إلا أنها تبعث في روحي نشوة سحرية تزيل الحزن وتزرع الفرح، ذكرياتُ ترمقني بعينها الجذابة وهي تعيش في صميم القلب.
فأنا لم أنسَ يوم تدحرجت إلى مدرسة القرية بخطواتي الخجولة المترددة، خطوة إلى الأمام، والتفافة إلى الوراء، أود العودة إلى البيت، تُرى بأي ذنب أعاقب؟! رباه؛ أنا لا أحب اللون الأسود- خاصةً أنه لون الزي المدرسي، جميع الطلاب آنذاك يرتدونه… فكل ما اقتربت من باب المدرسة، ظننت أن غراباً أسودَ بدأ نعيقه وهو أشبه بالنذير …
كنت أتسأل ؛ تُرى أفي المدرسة غربان؟! أم ماذا؟!
حتى رفيقتي التي تلازمني طريقي إلى المدرسة هي جاهلةٌ تماما ماذا تعني هذه الرحلة؟! وماذا سيحدث؟! والحقيقة أنْ سرعان ما انحسرت هذه الحسرات بحسن استقبال المعلمة ذات الوجه البشوش الأنيق، و حديثها العذب ومعاملتها اللبقة، ولا أزال على بعد السنين أتذكر كلماتٍ من أناشيدَ أدندن بها جينياً، وأتصور الحركات والإشارات في اللعب، والفائز ينال محرمة مربوطة فيها بعض السكاكر نعود بها إلى البيت، تعويضاً عن ضآلة الوسائل التربوية و لكنها كانت تزرع في أفئدتنا الفرح..
فيا طفولتي عودي إليَّ
أنا ما زلت على العهد فتية
فهل لكي أن تأخذيني إلى قريتي الغالية عليَّ، حيث إن العصافير الأليفة تعرفني، وأغصان الشجر تصفق لي فرحاً، لا أدري لماذا تيعدني هذه الذكريات إلى الحياة؟
ففي كنفها الدافئ أحسُّ (أشعر) بالتحرر و بلمساتها السعادة؛ و التي لم أدرك إلاًّ الآن معانيها العذبة، وما هو سر حداثتها؟!
السيرة الذاتية والأدبية للأديبة الأردنية ماجدة الطراونة
الاديبة ماجدة الطراونة من الاردن خريجة ماجستير رياضيات تكتب القصص القصيرة وقصص الاطفال ولديها اصدارات عديدة منها "مغاريف" و"آدمية" وتكتب...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي