الرَّحيلُ صوبَ النَّفسْ
دَعني أتأبَّطِ الثُّريَّا،
أكتافي مُنهكةْ،
تمرَّدَ الوَرى عليّْ،
وَعصَتني النُّجومْ.
دعني أمشِّطْ شَعرَ
الشَّلَّالِ الهادرْ،
فحريٌّ بي أن أقفزَ على
أعرافِ و تقاليدِ الأنهرْ،
ثمَّ أرتمي سمكةً مشاكسةً
في حضنِ “العاصي”.
دَعني أمضِ كَراهبةٍ زاهدةٍ،
عيونُها أُرجوحةُ السَّماءْ،
وفؤادُ صومَعتِها ينبضُ
بلهفةٍ لارتقاءِ عامودِ
(القديسِ سَمعانْ)
لا عجبْ….
فأقدامِي الحافيةُ
خاصَمَت كلَّ ذرَّةِ ثرى
وجميعَ ألوانِ الخِفافْ.
إذن..
كيفَ سيتهاوى نعشِي
في الرَّحيلْ؟
أينَ ستمضي بهِ أغانِي
المشيِّعينَ الحزينةْ؟
وأيُّ كفنٍ سيغنمُ بحبقِ
جَسدي جَسدي المُسجَّى
على أجنحةِ الحريرْ؟
هل سأعودُ إلى مهدِ أُمنياتي
بيضاءَ اليدينْ؟
لا لن أعودَ “بِخفَّي حُنينْ”،
سأكتفي بوَجعِ الحنينْ.
لا لن أعودَ إلَّا
حجراً كريماْ،
يلمعُ بينَ فكَّي كمَّاشةْ،
فهل مِن فارسٍ أسطوريٍّ
صائغٍ يقبضُ عليَّ
ليصوغَني قلادَةً
تزيِّنُ النُّحورْ؟
أو أعودَ زنبقةً تترعرعُ
في مشاتِلِ الحياةْ
تغفو بينَ بتلاتِها
أحلامُ أجملِ الفراشاتْ.
نازك مسُّوح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي