وصال سرمدي
بقلم هبة قطيش
الكتابة كالهلل تأسرك بين تلابيبها بإحتراف، يغزلها عقلك بإستمرار، دقيقة أثر دقيقة، ساعة بعد ساعة، يوما عقب يوم،
تقيدك بخيوطها الرفيعة، حتى لاتكاد تقوى على انقاذ شغفك من براثين عشق حرائرها الأدبية.
ربما في غمرة نعاسك قد تأتيك فكرة، أو تلمع برأسك صورة، ترميك من الكرى إلى اليقظة، كمن شرب بئرا من المنشطات الدماغية، قافزا خلف مكتبك راسما لوحتك عند أول صفحة تلمسها أناملك.
ما أجملها اللحظات التي تنتشلك من فوضى أعمالك، كي تزين نهاراتك بجملة رتبت حروفها المبعثرة خلف قضبان خيالك.
للكتابة سر لايعلمه الا أولئك
المبدعون في رمي لغز البدايات،
الغارقون تتلاطمهم أمواج الحروف، المتلذذون بنحر الكلمات على شطآن الصفحات، الشامتون في اندثار الحبر بين طيات السطور، السكارى من ثمالة ارتشاف النصوص لساعات و ساعات، المنتشون لذة عند شد وثاق الحبكة عقدة تلو عقدة،
المحترفون في نثر أريج المتعة و الاثارة على حواف الفصول،
المستأنسون بتأمل لهيب الحرائق المستعرة بين الجمل، المتمردون على النهايات السعيدة و تلك الحزينة، موجودون لخلق نهاية تشبه ضبابيتنا ومزاجيتنا،
المتحدون مع الإبداع حد الانصهار في حذاقته،
المنتحرون هياما في إيقاع النقد،
اما انا طيف إنسانة ترممني الكتابة، ترتب عبثيتي،
تستل من خيالي نبيذ الروايات ،
تسكب خمرها في ثنايا روحي
ثم نذوب سويا في وصال سرمدي.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي