أذكر في بعض اللّيال الهاربة من أواخر الصّيف
والّتي قَدمتْ لأوائل نسائم الخريف أوراق اعتماد جَمالها
كنتَ فيها تعزف على قيثارتك
فكان يحدث هناك شيءٌ في الهواء
نجمة تلمع في السماء
وشيء عاطر غريب هامس ولذيذ يعبر في الهواء
استمع إليكَ
يا لها من نغمات أحاول إيجادها في مرآة عينيكَ
لأجدك قد رسمت لي فيها صورة عابرة
فأحلم طويلا طويلا بالإستحواذ على قلبكَ
لكن
مهلاً مهلاً
حدثني حديثا رقيقا
كما هي نسائم أمسيات الصّيّف في وطني هادئة وادعة
خذ وقتك في مُناداتي ولا تسّتعجل
أعطني فرصة مراقصة روحي على ألحان حروف اسمي وأنتَ تُعيد اكتشافه لي من جديد
وأنني النجوى التي بها حَلُمتْ
دع عينايّ تلمعان كجوهرتين
وانزع عني ثوب طفولتي
دعني أعرفك وتعرفني
ودع أصابعك تغدو خفيفة ناعمة
حين تلامس شَعري
وأخبرني بأنني موسيقاكَ وأنني أغنيتكَ المفضلة
افعل ذلك
لا تتردد
ولا تنتظر صيفا أخر
ستجدني مُشعّة كشمس
عاطرة كحديقة
وليّنة القلب مثل حبة توت ..
جنان الحسن
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي