ضعف
مهما خلت نفسك قويًّا، ففراق الحبيب سيحيل كيانك قطعًا متناثرة، تقضي شهورًا في لملمة بقاياها كي تصقل روحك من جديد.
حين تعتاد وصاله، حين يُضحي صوته ترنيمة صباحيّة تدمنها روحك، حين تصبح كلماته بلسمًا يبدّد كل عثرات يومك، حين يصبح هو طبيبك الأثير، وتمسي أنفاسه ترياقك الشّافي، حين يمنحك جناحًا تحلّق فيه إلى أعلى سماوات السّعادة، حين يكون لك أفضل أنيس وجليس، حين يمنحك أكثر ما يحتاجه المرء ألا وهو الأذن الصّاغية، والكلمة الحانية، حين يسعى جاهدًا ليرى الضّحكة على شفتيك، حين يبلغ الهيام منكما حدّ أن يفهمك قبل أن تنطق، ستُصبح من حيث لا تدري أسير إرادته، كائنًا لا حول له ولا قوّة أمام سلطانه، وستفقد ذاتك إذا ما فقدته، وستدرك أيّ ضعيف أنت إذا ما حكمت الحياة عليكما بالهجران.
عندها، ستتلوّى روحك ألمًا، وستنزف من لوعة الشوق، وسيخنقك شبح الوحدة، وستكافح للملمة شتاتك ولاستعادة ذاتك الّتي كانت حرّة يومًا ما، وفي خضم جراحاتك ونزيف الخيبة، ستتعلّم أن تعتدل في الحب، حماية لذاتك ورأفة بها.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي