الحياة تجارب تعلمنا وتأخذنا حيث أراد لنا القدر، وكلما شاهد الإنسان وسافر ورأى، اتسعت مداركه وتبادل الثقافات، فسهل التواصل والتقارب معه، من هنا كان لمجلة أزهار الحرف هذا الحوار مع الكاتبة الأردنية /عائدة المعايطة التي شاهدت دولا كثيرة وامتدت رحلتها لأماكن وبلاد مختلفة ، فكان كتابها (لوحات حالمة في ذاكرة غيمة جنوبية)، وكان لنا معها هذا الحوار .
حاورتها من لبنان
ملاك علي
١-ما الذي دفعك إلى الكتابة عن الغربة و الحنين للوطن هل هو المشاهدة، أم البعد عن حفيدكِ؟
- كل هذه الأسباب معاً، فحب الوطن يتجلى أكثر ما يكون في الغربة، وغُربة حفيدي عني فَجَّرَا مكامن الاشتياق والحنين في فؤادي، فأنا لا أكاد أراه حتى يغادرني من جديد، فأبقى دوماً على قيد الاشتياق .
٢-عشتِ كطائر يحب الاكتشاف بحكم حياتك الزوجية و لكن ما الانطباعات التي أثّرت بكِ و دفعتكِ لتفجري مشاعركِ على صفحات؟
- الوعي والمواقف التي تراكمت عبر السنين ، وأوصلتني إلى قناعة بأن التجارب لا فائدة منها إن لم تصبح مرجعاً يستفيد منه بنو البشر، وهكذا قررت وكتبت.
٣-كتابك عنوانه لوحات حالمة في ذاكرة غيمة جنوبية. ما أكثر لوحة أثرت بكِ و لماذا؟
- بالتأكيد هناك لوحتان مميزتان، لوحة لقائي بالرئيس بن بيلا، وذات حلم في دبي ومن الصعب تمييز إحداهما على الأخرى.
٤-لقد سافرت ألى عدة بلدان و تعرفتِ إلى عدة ثقافات، أي بلد رسخت تقاليده و جذبتكِ ثقافته غير بلدكِ الأم الأردن؟ - زرت بلاداً كثيرة ومكثت فيها مدداً ليست بالقصيرة مثل أمريكا التي عشت فيها سنة كاملة ولي فيها ذكريات، ولكن لم أكتب عنها لأن بريطانيا جذبتني بسبب بقائي فيها مدة طويلة جدا، فكل شيء فيها أساسه النظام، وهذا شيء مريح جداً للإنسان الطبيعي.
٥-هناكَ اختلافات كبيرة و شاسعة بين الثقافة العربية والأجنبية، رغم الحب للوطن الأم، تغنيتِ كثيرًا بثقافة الإنجليز و سلطتِ الضوء على بعض الأمور كالوقت ، الإتيكيت ، التعليم و الخ… حدثينا عن الفرق بين الحياة في لندن والوطن العربي وما سر حبك للندن؟
- في لندن عشت أجمل أيام عمري، وفيها ترعرع وحيدي، وتعرفت خلال إقامتي فيها إلى ثقافات عديدة، والتقيت بمئات الأشخاص الذين ترك العديد منهم بصمات في حياتي، فمن الطبيعي أن أحبها، ولكن يبقى وطني الأغلى مع كل التفاوت ما بين طرق الحياة هنا وهناك، َهناك أهم نقطة وهي احترام الرأي الآخر، والالتزام بالنظام، بالوقت، احترام العمل مهما كانت طبيعته، إذا كنت مدير شركة كبيرة، أو عامل نظافة، هم يحترمون الإنسان، ونحن العرب ننظر بفوقية أحياناً إلى بعض أنواع العمل.
٦-ما رأيكِ بالملتقيات الأدبية و لا سيما ملتقى الشعراء العرب؟
- هي نافذة ليتعرف الجمهور على إنتاجات الآخرين، وفرصة ليتعرف الناس على الكتاب المتميزين الذين أطمح أن أكون منهم، وملتقى الشعراء العرب ركن جميل من أركان الثقافة العربية، يدعو للفخر والاعتزاز.
٧-لماذا تأخرت في الإبداع وهل الزواج والأولاد عائق عن الإبداع وماذا اذا تعارض الأمران؟
- بل هو الخوف من المجهول، والتردد، والتقاعس أحياناً، حتى جاءت لحظة القرار، فكتبت، وأتمنى أن أكون قد أجدتُ وأرضيتُ.
٨-لماذا أرفقتِ مع كل قصة لوحة؟
- اللوحة تجيد توضيح ما لم توضحه الكلمات، وترسخ المعنى وتجسده في عيون القراء.
٩-وهل مارست فن الرسم ؟إذ يتضح أنك فنانة تشكيلية؟
مارسته في صغري فقط، ثم تعلمت الرسم، وأنا في باكستان، ومن ثم أشغلتني الدنيا عنه وإن كنت لا أزال أحن إليه.
١٠-عمّ يتحدث كتابكِ الثاني (سيدة الانتظار) ، وما هي مشاريعكِ القادمة؟
- يتحدث عن سيدة مارست الانتظار حتى أدمنته، وصار جزءاً من حياتها وروتينها، وهي نموذج لكل المنتظرين الذين يمضون أنصاف أعمارهم في انتظار الغائيين، ومشروعي القادم رواية بعنوان: سيدات في مهب الريح.
أشكركم على هذا اللقاء الشيق، ومن هنا من الأردن ومن الكرك وقلعتها الشهيرة تحياتي وتقديري لمجلتكم الرائعة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي