أرمينيا الى أين بعد صراع دام أكثر من 100 عام مع أذربيجان..!؟
يقع إقليم ناغورني كاراباخ وهي باللغة الروسية، التي يعرفها الأرمن باسم آرتساخ، في الجزء الشرقي من مرتفعات أرمينيا وتعتبر منذ القدم واحدة من الممالك التاريخية الأرمينية، إذ أن العديد من المصادر القديمة تشير إلى إنه من الناحية الشمالية الشرقية كانت تمر الحدود الأرمينية على إمتداد نهر كورا الذي ضم أرتساخ إلى أرمينيا. في أواسط القرن الأول قبل الميلاد أعطى الأمبراطور ديكرانوس الأكبر أهمية كبرى لأرتساخ، حيث أسس فيها واحدة من المدن الأربعة التي تحمل أسمه آرتساخ ديكراناكيرت، ما تزال أطلال المدينة بما في ذلك المدافن القديمة والآثار الحجرية المنصات باقية. منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس والأتراك والروس والعثمانيون والسوفييت، لكنه شهد جولات من الصراع عليه مع أرمينيا. يتميز الإقليم بطابعه الجبلي، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 155 ألف نسمة، ويشكل الأرمن غالبيتهم بنحو 95%.
أصل كلمة أرتساخ حسب ما ذكرت النصوص المنقوشة التي تعود إلى العصر الأورارتي وفقًا لعلماء الآثار أسماء مختلفة مثل أرداخ وأورديخ وأتاخوني، وأشار المؤرخ الكلاسيكي سترابو في كتابه (الجغرافيا) أن المنطقة التي يسميها الأوركيستين هي الاسم القديم لـ أرتساخ.
أفترض ديفيد لانغ أن الاسم القديم لأرتساخ مشتق من أسم الملك أرتاكسياس الأول ملك أرمينيا في (190-159 قبل الميلاد) الذي يعتبر مؤسس سلالة أرتشياد ومملكة أرمينيا الكبرى. بينما تعتقد مجموعة أخرى أن اسم أرتساخ مشتق من (أر) بمعنى آران و (تساخ) بمعنى الغابة ليصبح الأسم غابات آران سيساكين وهو أحد النبلاء الأرمينيون من شمال شرق أرمينيا.
أما بالنسبة لكلمة ناغورني كاراباخ فالجزء الأول ناغورني مشتق من اللغة الروسية بمعنى جبال أما الجزء الثاني (كارا باخ)، كارا فهي كلمة تركية تعني الأسود، أما باخ هي كلمة فارسية تعني الحديقة أو البستان.
في القرنين السابع عشر والثامن عشر ترأست ممالك أرتساخ معارك التحرير ضد الفرس والأتراك وبالتوازي مع المعارك المسلحة أرسلت ممالك أرتساخ رسولا عنها إلى أوروبا وروسيا بهدف الحصول على الدعم من الغرب المسيحي. أنتهت الحرب الروسية الفارسية (1804-1813م) بتوقيع معاهدة كلستان 12 تشرين الأول (أكتوبر) 1813م والذي بموجبها تخلى الفرس عن جميع ممالك شرق القوقاز بما في ذلك عن مملكة كاراباخ وغاندزاك لاحقا وبناءً على الأمر القيصري الصادر عام 1867م تم تقسيم جميع مناطق ما وراء القوقاز الى 5 مقاطعات وهي كوتاييس، تيفليس، يريفان، يليزابيتبول، وباكو. أما كاراباخ فقد دخلت ضمن مقاطعة يليزابيتبول، وبقيت هذه التقسيمات الإدارية حتى عام 1918م.
خلال الفترة الإمبراطورية الروسية شهدت مدينة شوشي التي كانت مركز كاراباخ تطور غير مسبوق وظهرت الظروف المناسبة للنمو الاقتصادي وتطورت الحرف الأرمينية التقليدية مثل حياكة السجاد، وغزل الحرير وازدهرت الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأصبحت شوشي أو كاراباخ خلال وقت قصير واحدة من أضخم مدن ما وراء القوقاز ومركزا ثقافيا وفنيا أرميني هام. عاش في شوشي خلال هذه الفترة أيضا التتر القوقازيين ( يعرفون اليوم بالأذربيحانيين) سلالة القبائل التركية الرحل الذي قدموا الى كاراباخ.
في عام 1920م قامت القوات التركية الأذربيجانية بهدم شوشي (كاراباخ) المزدهرة وذلك عندما دخلوا المدينة فاحتلوا ونهبوها وحرقوا وقتلوا عشرات الآلاف من الأرمن ومن ثم قاموا بتسوية الأقليم بالارض. بعد ثورة أكتوبر وذلك أعتبارا من شهر أيار (مايو) 1918م ولغاية نيسان (إبريل) 1920م كان إقليم كاراباخ مستقل كوحدة إدارية سياسية تملك مجلسها الوطني وحكومتها وقواتها العسكرية وغيرها من مكونات الدولة.
بتاريخ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1920م دخل الجيش السوفيتي الحادي عشر إلى أرمينيا من أجل إعلان الدولة السوفيتية ولكن أرمينيا السوفياتية مثلها ومثل باقي جنوب القوقاز ( الأذربيجان اليوم) أحتفظت بعد ذلك ولمدة سنتين باستقلاليتها. وصدر بيان بتاريخ 4 حزيران (يونيو) 1921م عن المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان الأشتراكية السوفيتية تم الأعلان عن أن ناغورني كاراباخ يعتبر جزء لا يتجزأ من أراضي أرمينيا الأشتراكية السوفيتية. ولكن بعد فترة وجيزة تراجع المسؤولون الأذربيجانيون عن تصريحاتهم وبدأوا يضغطون من أجل استعادة سيطرتهم على كاراباخ.
بتاريخ 4 تموز (يوليو) 1921م عقد المكتب القوقازي للحزب الشيوعي الروسي في العصمة الجورجية بتليسي أجتماعا تم فيه أعتماد ناغورني كاراباخ جز ء لا يتجزأ من أراضي جمهورية أرمينيا الاشتراكية. لكن بإملاء من موسكو وبمشاركة مباشرة من ستالين اتخذ بليل 5 تموز (يوليو) قرار تم فيه إعادة النظر بالقرار السابق وبدون أي مراعاة للنظم المتبعة تم إتخاذ قرار جديد تم بموجبه أعتبار ناغورني كاراباخ منطقة ذات حكم ذاتي يتبع لجمهورية أذربيجان السوفيتية. لقد كان ذلك خرق واضح للقوانين الدولية مجموعة بلشفية بزعامة ستالين بدون أي صلاحيات قانونية قررت نقل أراضي دولة لتصبح تابعة لدولة أخرى. حديثة الإنشاء اطلق عليها في عام 1918م أسم أذربيجان.
بهذا الشكل فإننا نرى بأن ناغورني كاراباخ لم يكن في يوم من الأيام تابع لجمهورية أذربيجان المستقلة بالإضافة لذلك فقد تعرضت منطقة ناغورني كاراباخ خلال تلك المرحلة من وجودها في عداد جمهورية أذربيجان السوفيتية لمضايقات منهجية داست حقوقها ومصالحها. وفي عام 1966م عندما تم مناقشة المشروع الجديد لدستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية فقط عاد من جديد طرح موضوع ناغورني كاراباخ لكن المشكلة بقيت بدون حل .
أرمينيا وأذربيجان كانتا جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل استقلالهما بعد انهياره، وفي أثناء الحقبة السوفيتية كانت موسكو تعيد رسم الحدود بين الجمهوريات السوفيتية المختلفة، لتفتت الكتل العرقية وتبدد أي مساع قومية أنفصالية تهدد تماسك ووحدة الدولة السوفيتية، التي كانت في واقع الأمر مشروعا إمبرياليا روسيا مقنعا، وأدى هذا التفتيت إلى نشوب أزمات في عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق، لعدة عوامل من بينها عدم التجانس القومي وأزمة ناغورني قره باغ مثال حي لهذه الصراعات المزمنة، حيث إن الإقليم يقع داخل حدود أذربيجان المعترف بها دوليا، ولكن أغلب سكانه من الأرمن الرافضين لسلطة الدولة الأذربيجانية صاحبة الثقافة التركية يرغبون في الانضمام للدولة الأرمينية، وجدير بالذكر أن شعوب الأرمن والترك يفرقهم عداء تاريخي تعود جذوره لإبادة شعوب الأرمن من قبل الأتراك العثمانيين في القرن التاسع عشر وخلال الحرب العالمية الأولى.
ترجع جذور هذا الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورني كاراباخ إلى عام 1923م عندما أعطت الحكومة الروسية منطقة ناغورني كاراباخ رسمياً لأذربيجان. ولكن بعد أن تفتت العقد السوفيتي وبعد أن استقلت جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، كل منهما يريد ضم تلك البقعة إلى أراضيه. أدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان.
طلب البرلمان فيّ جمهورية ناغورني كاراباخ (أرتساخ) الأنضمام إلى أرمينيا، وتم التصويت على ضم المنطقة إلى أرمينيا في 20 شباط (فبراير) 1988م وإعلان الأنفصال كان نتيجة نهائية للآتي:”إن السلطة الآذارية السوفيتية منعت الجالية الأرمينية من ممارسة عقائدها وأستخدام القيود على الحريتين الفكرية والدينية “، ولكن الأهم من ذلك، أعتبرت الحرب صراعاً من أجل الأرض.
هذا الصراع أستؤنف عام 1988م عندما طالب أرمن إقليم كاراباخ بأنفصال المنطقة عن أذربيجان السوفيتية والإنضمام إلى أرمينيا السوفيتية، ليتطور الصراع إلى حرب واسعة النطاق بين البلدين في أوائل التسعينات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي سنه 1991م. مما ساهم بشكل كبير في دق طبول أول حرب بين البلدين عام 1992م.
أضحى عام 1988م نقطة تحول هامة في تاريخ ناغورني كاراباخ حيث رفع شعب أرتساخ الأرمني صوته مطالبا بالحرية واستعادة حقوقه التي خرقت عشرات السنوات، عارض البرلمانيين الأذربيجاني والاتحادي ذلك الطلب اما البرلمان الأرمني فقد أعرب عن موافقته واتخذ قرارا مع ممثلين مخولين عن ناغورني كاراباخ بتاريخ 1 كانون الأول (ديسمبر) 1989م يقضي بتوحيد أرمينيا وأرتساخ. ردت سلطات جمهورية أذربيجان السوفيتية على القرار القانوني الصادر عن نواب الشعب في كاراباخ بمذبحة جماعية وتطهير عرقي ضد الأرمن في المدن الأذربيجانية، تم قتل وتعذيب مئات المواطنين المسالمين وأصبح الكثير منهم لاجئين.
وانتهى الوضع بالتوقيع على أتفاق وقف إطلاق النار بين زعماء أرمينيا وأذربيجان وناغورني كاراباخ في أيار (مايو) 1994م دون التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع الذي ستؤول إليه أو سيكون عليه “كاراباخ “. وللمساعدة في إيجاد حل للصراع تم تشكيل وسطاء تحت مظلة مجموعة مينسك سنة 1992م والمعروفة حاليا باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث شاركت في رئاستها كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وفي غياب عملية سلام شاملة استمرت انتهاكات وقف إطلاق النار بين الجانبين وبلغت ذروتها في “حرب الأيام الأربعة” عام 2016م ثم في حرب ” كاراباخ ” الثانية في خريف عام 2020م، ليتم بموجب اتفاق وقعه البلدان استعادة أذربيجان الأراضي المحتلة سنة 1994م من طرف أرمينيا، وكذلك حصول هذه الأخيرة على منفذ بري إلى أراضيها، وانتهى الصراع بهدنة تم التوصل إليها بعد وساطة روسية.
وعادت الاشتباكات بين البلدين لتطفو على السطح من جديد، في وقت شهدت فيه أرمينيا انتفاضة داخلية في عام 2018م أدت إلى الإطاحة برئيس الوزراء سيرج سيركسيان بعد أن جابت مظاهرات حاشدة شوارع العاصمة الأرمينية يريفان دعما لزعيم المعارضة نيكول باشينيان الذي أبرم اتفاقا مباشرة بعد توليه السلطة مع رئيس أذربيجان إلهام علييف يقضي بتهدئة التوتر القائم بين البلدين.
وفي عام 2019م أصدر البَلدان بلاغا مشتركا يعلنان فيه حاجتهما إلى ضرورة إيجاد حلول ملموسة من خلال تبني سياسات فعالة لتهيئة شعبي البلدين للسلام، لكن هذا البلاغ لم يسفر عن أي نتائج بين الطرفين واستمرت الأوضاع على ما هي عليه، حيث أعلن في 13 أيلول (سبتمبر) من السنة نفسها عن اندلاع اشتباكات بين قوات أذربيجان وأرمينيا، في تجدد للقتال المستمر منذ عقود بينهما.
وفي 27 أيلول (سبتمبر) 2020م أندلعت الحرب مرة أخرى بين الطرفين واستمرت نحو 6 أسابيع، وحققت فيها القوات الأذرية تقدما عسكريا كبيرا، ووصلت إلى حدود عاصمة الإقليم ستيباناكيرت، قبل أن تتوقف مرة أخرى بعد توقيع اتفاق يوم 10 تسرين الثاني (نوفمبر) 2020م.
دام الصراع بين البلدين أرمينيا وأذربيجان ما يزيد على 100 عام، وخلفت الحروب بينهما خسائر بشرية مهمة بعد أن تسببت حرب ناغورني كاراباخ الأولى سنة 1992م في مقتل أكثر من (30 ألف) شخص، إضافة الى نزوح أكثر من (300 ألف) أرميني. وأسفرت الحرب الثانية بين أرمينيا وأذربيجان عام 2020م عن مقتل نحو (6500) شخص، كما تسببت مجموعة من المعارك والاشتباكات الصغيرة للسيطرة على المنطقة في خسائر مادية وبشرية كبيرة، مثل أحداث نيسان (أبريل) 2016م التي تسببت بمقتل ما يقارب 110 أشخاص.
وفي 19 أيلول (سبتمبر)، 2023م شنت باكو عاصمة أذربيجان عملية عسكرية في إقليم ناغورني كاراباخ خلفت قتل ما لا يقل عن 200 شخص وإصابة أكثر من 400 شخص، ونزوح 120 ألف أرمني حسب ما أعلن مسؤول انفصالي في الإقليم. في المقابل قالت أرمينيا إن 32 شخصا قتل وإصابة اكثر من 200 شخص في أقل من 24 ساعة خلال العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان على ناغورني كاراباخ. إضافة إلى إجلاء وتشريد اكثر من 10 آلاف شخص بينهم نساء وأطفال أرمن من مناطق إقامتهم إلى مناطق متفرقة.
دير أماراس في مارتوني، الذي أسسه كريكور لوسافوريچ في القرن الرابع، يقع حاليًا تحت سيطرة العدو الأذربيجاني… أفتتح مسروب ماشدوتس أول مدرسة أرمينية في أماراس بجنوب أرتساخ في القرن الخامس، وقد بُنيت فيها كنيسة هوفانيس مكرديچ (يوحنا المعمدان)، ومدخل دير كاندزاسار، وكاتدرائية داتيفانك، ودير غتشافانك وتعتبر جميع هذه الاديرة والكنائس من روائع فن العمارة الأرمينية في القرون الوسطى وكلها الآن تحت سيطرة العدو الأذربيجاني، لقد وصل المستقبل المنتظر، لأن العدو كان يخزن ويستعد للحرب منذ أسابيع، ونحن ننتظر فقط دون الاستعداد لأي مواجهة عسكرية.
ورداً على حق شعب أرتساخ الأرمني في تقرير مصيره فقد تحولت سياسة التطهير التي مارستها أذربيحان إلى عدوان عسكري شارك فيه بالإضافة إلى القوات المسلحة عصابات إجرامية كذلك تم الاستعانة بأكثر من 2000 مقاتل من مراكز إرهابية دولية. لقد دفع شعب ناغورني كاراباخ (أرتساخ) الذي يَعُد فئته 95% من الأرمن حياته ومعاناته ثمنا بحقه في الحياة الحرة والاستقلال.
اليوم في التاريخ الحديث يعيد نفسه من جديد، ومطلوب منا أن نبذل القوة والحكمة الوطنية. لقد تغلب أسلافنا على ملحمة الإبادة الجماعية الأرمنية في 24 نيسان (أبريل)، والآن حان دورنا للتغلب على ملحمة الإبادة الجماعية في آرتساخ، وإلا فسنحكم علينا بتحمل تلك الوصمة أمام تاريخنا وأجيالنا. نحن ملزمون ببذل قصارى جهدنا والمقاومة بقوة لجميع الصعوبات من أجل أن نكون الورثة الصالحين لأسلافنا. أعلم أنكم ستقولون إن ذلك مستحيل، ولكننا أمة تؤمن بقيامة المسيح، لذلك سنؤمن أيضًا بقيامة أمتنا في ثلاثة أيام، أو ثلاثة سنوات، أو ثلاثة عقود، أو ثلاثة قرون. ليس لدينا الحق والرفاهية في الإكتئاب. وعلينا التزام بالاستماع إلى رسالة جيل الإبادة الجماعية والناجين منها إنها رسالتهم.
الحفاظ على وبناء أرمينيا حرة ومستقلة وموحدة وقوية. جمع الأراضي وجمع الأرمن.
وإلا فإن الشاعر يُذكرنا: “إن الكثير من الشر الذي ينساه أبناؤنا، فليقرأ الأرمن في العالم كله عتابنا”.
ما أشبه البارحة باليوم المسميات فقط تغيرت ولكن العناوين والمضمون واحد… بالأمس كانوا يسمون أنفسهم بالعثمانيون الأتراك وهم أذربيجانيين اليوم بقيادة إلهام علييف، القصص تتكرر لكن القتل والنهب وطريقة الموت والأهداف واحدة، لن ننسى ولن نسامح 200 قتلى من شهدائنا الأبرار والأكثر من 400 جريح و 120 الف أرمني نازح في عملية أذربيجان العسكرية، وحذاري مِنّا ومن دَفننا، فكلما حاولتم دَفنُنا فأننا كالبذور نُزهِرُ دائما وتمتد جذورنا إلى الأعماق أكثر لنُثبِّت بشكل أقوى، وأشواك زهورنا تنمو حادة كالسكين لكَيّ يُنزف أيُّ يَدٍ يَمسُنا وتجرح كُلّ من يُحاول خلعنا من أراضينا فالويّل لكم مِنّا.. نحن شعبٌ لا ينكسر، نحن شعبٌ لا ينحني، نحن شعبٌ لا يحتضر، نحن شعبٌ لا يندثر،نحن شعبٌ لا يغتفر، نحن الأرمن.
بقلمي
الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي