“مخيلة ميتة”
انا الآن على وشك البَدء بتشريح جثة مخيلتي!! و هذا قرار صائب اتخذته بعد تفكير و رؤيا عميقين!
لا،لن أنتظر موتًا قادما لأخطو خطوة كهذه،خصوصًا أن المشرحين يأتون في كل مرة محاولين فك “شيفرة”أفكاري فيقولون ما يشاؤون ؛ سمعت احدهم ذات موت يقول انه لا شيء يشير إلى أنني
شخص خيالي..
حمدًا لله انني انتهيت من مرحلة سلخ الجلد،كم موجع هذا الشعور!، و لكنه على الاقل شعور متعارف عليه في تقاليدنا ،فقد أحدهم جلد النعجة التي رباها لسنوات، و قد يسلخ محب جلد محبوبه بكل سرور و انتشاء…
و المعضلة يا أصدقائي ليست هنا،فالالم زائل لا محالة، إنما تكمن المعضلة في أنني أقف امام مخيلة عارية إلا من دهاليز و تعاريج مجهولة البدايات و النهايات،كالنملة الحيرى التي يكون امامها طريقان:
طريق الحرمان،يمشي الجوع فيه ببطء شديد و لكنه سيعانق الموت اخيرا.، و طريق اللذة ،حيث يكون الموت سريعا على شكل إناء عسلٍ مصنوع من الغرق.
إذًا،
اي طريق أسلك في سبيل إيجاد عظام القصائد التى نُظمت في اعماقي و لم تُكتب على الورق؟
تلك الاحلام التي ما حرّكتُ ساكنًا امام مشهديّ احتضارها و موتها ،اين دفنت؟ أيعقل انها ستبعث من جديد؟
اين استقرت الأفكار التي هربت من اصابعي و كنت في اشد الحاجة الى تدوينها؟
اود ان أعرف سبب اختفاء غمازتي تلك التي لا يعترف بها احد سواي من سياقات النصوص؟
و لمَ لمْ أجد من بين كل هذه الأخيلة ،و لو متبرعًا واحدًا بالسياق،حينما نزف المعنى حدّ “التناص”؟
ثم كيف لمخيلة ميتة ان تنجب هذا النص؟!! #ملاك_زليطة
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي