الكلمة و ما أدراك ما الكلمة ومدى تأثيرها. الكلمة على حد تعبير عبد الرحمن الشرقاوي:
الكلمة نور
هي ذلك النور الذي يضيء لنا الطريق ويمنحنا السكينة، والكلمة هنا ليست من شاعر فقط بل من شاعر وصحفي مارس الصحافة باحتراف وصاحب الكبار وأمتع وأبدع
آخر شعراء النثر الكبار في لبنان بل في الوطن العربي كله .
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف حوار مع الشاعر و الكاتب و الصحفي اللبناني (إسماعيل فقيه)
حواره من القاهرة : ناصر رمضان عبد الحميد/ مي خالد
وإلى نص
الحوار
1) هل يمكن أن تعرّفنا بنفسك ، دعنا نتعرف على مشوارك و تاريخك كشاعر و كاتب و صحافي؟
— يصعب عليّ تعريف نفسي،ومشواري مع الحياة والشعر والكتابة يكاد يأخذني إلى متاهات الحياة نفسها وتاليًا،لا ثبات في جوابي على تعريف نفسي.أنا كلّ يوم إنسان آخر وتالي وأول.سافرتُ ولم أصل.رجعت ولم أصل.ما زلت في طريق الرحيل،وعودتي غير واضحة الدرب.وإذا كان من واحة وصول أو واحة عبور،فالشعر هو رحيلي وعبوري وحبوري المؤلم.
2) متى اكتشفت لأول مرة مهاراتك في كتابة الشعر أو في الكتابة عامة؟
— أبي علّمني الشعر.كل الكلام الذي تحادثته مع المرحوم والدي في حياته القصيرة التي عاشها،كان بمثابة قصيدة مفتوحة على عقلي وروحي. عاش والدي عمره القصير ٤٩ سنة،غادر الحياة وتركني شاعرًا في عصف فراقه القاسي.
3) ماذا تعني لك الكتابة، و ماذا حقّقت لك و إلى أين أوصلتك؟ هذا سؤال قمت بطرحه على صديقتك الراحلة الشاعرة صباح خرّاط، فهل يمكنك أن تجيب أنت عليه ؟
— أوصلني الشعر إلى نفسي بعدما اصطدمت بحواجز الألم،وصعوبة تقبّل موت والدي.
4) نتيجة لما لاحظته في كتاباتك لموقع الجنوبية اللبناني ، ما هو سر اهتمامك برثاء الفنانين و الأدباء و الشعراء عند وفاتهم بل و كتابة نبذة عن حياتهم و مشوارهم المهني و الفني؟ أخبرنا بشعورك عند كتابة هذا النوع من الكتابات خصوصا إذا كان من ترثيه شخص عزيز عليك؟
— كلّ الشعراء والأدباء الذين رثيتهم في كتاباتي كانوا أصدقائي المقرّبين من روحي الشعرية.وما أكثرهم !فما أصعب حياتي بعد رحيلهم!
5) من وجه نظرك، إلى أي مدًى يؤثّر الواقع الذي يعيشه الشاعر على شعره و كتاباته؟
— الشاعر الحقيقي فقط هو الذي يتفاعل مع أبسط أمور الحياة،فكيف أصعبها؟
6) حدّثنا عن مكانة المرأة في أشعارك و كيف تقوم بالتعبير عنها؟ و ما هو مدى اهتمامك بشعر الغزل؟
— يقول (نتشه) لولا الموسيقى لكانت الحياة خطأ..وأنا أقول لولا المرأة لكانت الحياة غرفة ضيّقة ومُعتمة.
7) كونك شاعرًا عربيّا و دوليّا، في رأيك، ماذا ينقص الشعر و الأدب اللبناني أو العربي عامة؟ و ما أهم ما يميّزه عن الشعر و الأدب الغربي؟
— الشعر العربي عامةً هو ركن من أركان الشعر العالمي.
8) حدّثنا عن أهمّ الأدباء و الشعراء الذين التقيت بهم عامة ؟ و خاصًّا، حدّثنا عن علاقتك بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش؟
— كتبت سيرة كاملة عنهم وستصدر في كتاب ضخم لاحقًا..أمّا الراحل محمود درويش فهو صديقي منذ كان شريدا مهجرا في بيروت. وتشاركت معه عذاب القلب نفسه .تعرض محمود لذبحة قلبية ومات أثناء الجراحة في المستشفى،وأنا تعرضت لنفس الذبحة القلبية،ولكني نجوت بأعجوبة،بفضل دعاء المرحومة والدتي لي.
9) الكلمة يمكن ألا تتغير بينما يمكن أن تغيرنا كليًا ، على إثر هذه الجملة، من هو الكاتب أو الشاعر الذي استطاعت كلماته أن تترك فيك أثرا قويّا ؟
— أبي الشاعر الأكبر الذي علّمني الحياة والعيش،والشعر طبعاً.
10) كلّ تجربة أليمة نعيشها تترك ندبًا عميقة في أرواحنا، فهل حادثة والدك عندما كنت في الرابعة من عمرك كان لها الأثر في رسم معالم قصائدك بل و في رسم معالم مشوارك الشعري كله ؟
— موت والدي نقلني الى وادي الألم.
11) حدثنا عن شعورك عند إطلاق “لماذا تحمّلت كلّ هذا الألم يا أبي” و عن ردود فعل الناس عليها ؟
— الحياة لم تكن عادلة مع والدي.لم ترحمه،فكسرته قبل أن يكتمل عوده.
12) ما هو مدى اهتمامك بالفن التشكيلي؟ و باعتبار زوجتك الفنانة “غنى حليق” واحدة من أهم الفنّانات التشكيليّات في لبنان، فهل كان لها دور في زيادة و تطوير اهتمامك بالفن التشكيلي؟
— كتابتي في النقد التشكيلي هو تتمة لقصيدة عمري التي بدأتها.اللوحة هي ظلال عمري.
13) في ظل الأوضاع السياسية العصيبة في لبنان و اهتمامك بها كمواطن أولاً و كشاعر ثانيًا ، هل فكرت في التعبير عن وطنك و عن الأوضاع المؤلمة التي يشهدها في أشعارك و كتاباتك؟
— بلادي محكومة بزمرة لصوص يسمونهم زعماء وقيادات وما شابه!
14) ما رأيك في الحركة الأدبية و الشعرية حاليا خاصةً في ظل انتشار و اكتساح وسائل التواصل الاجتماعي و الذكاء الاصطناعي؟ و هل ممكن أن نرى مستقبلًا شاعرا بالذكاء الاصطناعي؟
— لا كلام يعلو فوق الكلمة المكتوبة بالقلم على الورقة البيضاء. الورقة والقلم أهم اختراع قبل وبعد التكنولوجيا.
15_أتمنى أن تحكي لنا عن علاقتك بالشاعر الكبير محمود درويش
وماذا كان يميزه عن غيره؟
— شعره يخبرك عن ميزاته.
16_هل العمل في الصحافة أثّر على مشوارك الأدبي؟
— طبعا.الشعر قادني إلى الصحافة وليس العكس.
17_لاحظت في نصوصك عدة أمور :
الإيجاز والتركيز على النصوص القصيرة . -التركيز على فن الومضة . الاحتفاء بالجسد.
— تجربتي الشعرية خاصة جدا،وتعتمد على مفهوم “المنطق الرياضي”، وانتقلت في البناء الشعري إلى قاعدة “اللسانية التوليدية والتحويلية” ، وهذه النظرية هي أساس الومضة الشعرية التي أحاول من خلالها توفير فائض الطيف الذي يختفي ويظهر كقوس قزح،ثم يختفي ويظهر كصفعة مزركشة على خدّ الصبية الصافية بأنوثتها.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي