دلال صماري في معرضها الفني ترددات مفقودة برواق المعهد العالي للفنون والحرف بقابس من 20 إلى 27 نوفمبر 2023
استحضار بصري لـ “ترددات مفقودة”
أخوض تجربة جديدة في الفن التشكيلي المعاصر .. ستفاجأ الجمهور بأبعادها وأشكالها ومضامينها .. وربما سيصدم أو لنقل سيدهش وهو يرى عرضا فنيا لم يعتد على رؤيته من قبل .. عرض تجاوز العروض التقليدية في فن تشكيلي … فالمنجز الفني الذي أقدمه لم يكن ألوانا مبهرة وخامات راقية محاطة بكوادر مزخرفة مخصصة لمجتمع مخملي .
أخذت خاماتي من فوضى ركامات مهملة “صحون هوائية”.. من أجل أن أحيي ما يعرف في لغة معاصرة بـ “الفن البيئي” في معالجة إشكالية راهنة أفرزتها العولمة.
وجدت الصحن الهوائي المحمل الأنسب لخصوصية المضمون الفني، بكل ما فيه من تشوهات تعمدت إظهارها في بناء تشكيلي، وأنا اعيد استخدامه أو إعادة تدويره .
وجدت في الإشكالة الراهنة أن “الترددات مفقودة” .. أردت إيجادها من جديد عبر صحن هوائي مهمل في مصب الخردوات، أدون فيه نصا بصريا مثقلا بالمعنى والمضمون والإشارات “المستفزة” لذات متلق محاصر بين ثوابت متأصلة يكاد يفقدها، ومتغيرات تقلب واقعه في معادلة نسبية .
أردت في هذه الفلسفة الفنية أن تصل الترددات إلى مستقبلها بأثر إيجابي، تخرجه من سلبية العزلة، وتفجر قدرته كعنصر فاعل “منتج” لا “مستهلك” لكل ما يتلقى. ليجد نفسه أمام ثقافة تشكيلية جديدة .
الفن البيئي .. هو فتح لعوالم خيال جديدة واستحداث للغة جمالية لم نستخدمها من قبل تبسط للذهن مساحات أوسع لمواجهات وجودية أعمق وأكثر قربا من جوهرها.
محاولة لاستعادة الحركة الجمالية في كل مادة أصابتها التشوهات، لا الحركة الجمالية في شكلها، بل في مضامينها وأبعادها، هي عملية إعادة خلق فني لما انتفت وظيفته وأهملناه.
من هنا بدأت خوض تجربتي الجمالية في الفن التشكيلي، دراسة وبحث وتجريب، استغرقت زمنا طويلا قبل بلوغ القدرة على إحياء المهمل في كيان بصري له تأثير حسي في ذات المتلقي .
خصوصية تجربتي في معرضي الشخصي “ترددات مفقودة” اختيار المعدن المصنع كـ “صحن هوائي” كخامة تتآلف بسياقات تقنية مع عناصر بناء تشكيلي له أبعاد جمالية ورمزية .
أنجزت 15 عملا فنيا في معرضي هذا، رسم زيتي وكولاج على خامة معدنية لها خصوصية الاتصال الرمزية، أخذ مني ثلاث سنوات في إنجازه، بغية تجسيد فكرة ” العلاقة بين الذات وواقعها المعاش اجتماعيا سياسيا اقتصاديا ” في ظل متغير كوني معاصر غير قوانين الحياة وابتدع لها أدوات جديدة في عصر اتصالي أربك الذات في صراعها الراهن مع الواقع .
* * *
دلال صماري استاذة جامعية اختصاص فنون تشكيلية فنانة تشكيلية وناقدة تونسية
متحصلة على ماجستير بحث في جماليات وتقنيات الفنون ودكتوراه في علوم وتقنيات الفنون من مدرسة الفنون الجميلة بتونس لها العديد من المعارض الجماعية داخل وخارج البلاد كما لديها معارض فردية
شاركت في العديد من الملتقيات الفنية والورشات المفتوحة والندوات العلمية داخل تونس وخارجها(الجزائر، المغرب، مصر، الامارات، قطر، سلطنة عمان..)
لديها العديد من المقالات العلمية المحكمة كما العديد من القراءات والدراسات الفنية في العديد من المجلات العربية
كما حكمت العديد من المسابقات الفنية المحلية والدولية
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي