من رسائل لاريتا إلى بطلٍ خارقٍ.
أي وجْد يحمل هذا المقدار من الألم؟ تقول أيوب حمل أكثر منا؟ أقول لك تخطينا أيوب يا رجل! أي عقل يستوعب هذا الخراب بالإله الذي نعبده؟
انظر.. كل تلك المشاهد التي تأملناها على شاشات التلفزة وعلى شاشات الهواتف الذّكية ههه جميعها تبصق علينا “قشّة لفّة”
هذه المرة الأُولى وعلى غير العادة، أعترف بأننا هشّين للغاية ووقحين أيضاً، وأنّ أقوى شخص فينا ليس بوسعه سوى أن يستنكر أو ينشر فيديو مؤثر أو يكتب كم حرف غاضب كما أفعل الآن..
لك يا عالم نحن أربعمائة مليون عربي تقريباً ونعبد إله واحد! ومش قادرين ننقذ شعب يباد! يا للعنة!
تلك المشاهد عاشت فينا، من يقتلعها من الذاكرة؟ تقول حسناً سيكون لديك فرص عمل واسعة في اختصاصك المفضل.. أقول تباً لي ولك ولاختصاصي المفضل. اضحك، وحدك تفهم جنوني، وحدك تعرف ليس لديّ خطوط حمراء فأنا وأنت من نرسم الخطوط وباللون الذي يعجبنا..
تلك المشاهد القاسية حفرت في أرض الروح مقبرة جماعية لكل الذين سبقونا ورحلوا وبأبشع الطرق ونعرف جميعنا أنّ من يغادرون الديار ويهاجرون كالطيور يمنحهم الله أجنحة، لكننا مع كل هذا نبكي ونبكي ونكبي، وهذا البكاء دليل حيّ، يقول إنها الإنسانية، لكنها ترتجف عاجزة عن فعل شيء، أي شيء..
اه من الناحية النفسية، تعرف جيداً أن الألم النفسي يظهر أيضاً على هيئة أعراض جسدية متفرّقة يعني حسب نوع الشعور على سبيل المثال التوتر يأتي على شكل ألم في رأس المعدة والحزن يأتي على شكل ألم في الصدر وهكذا.. تخيل، مع كل شعور نكبته داخلنا ماذا يحصل في أجسادنا! يا إلهي!
لذلك أرجوك حين تشعر بأي شيء عبّر عنه لا تحبسه داخلك خاصة وإن كان شعوراً ثقيلاً، أعرفك تكابر..
وعلى الرغم مما يحمله الوجد العربي من قسوة لا يزال قادراً على الحُب بل لا يعرف طريقاً للنجاة غير الحُب وبالمناسبة أُحبّك جداً..
لارا علي حسن
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي