الكتابة فن من فنون اللغة ومهارة تعتمد على الإيجاز وتكثيف المعنى وتنوع الأسلوب وقدرة الكاتب على
التشويق والإمتاع..
فكيف إذا اجتمعت هذه الأمور كلها مع الخبرة فيكون الأبداع ..
الاديبة جمال عبيد جمعت بين المهارة والخبرة فأبدعت في تحفة فنية من نسج أفكارها وذكراياتها الا وهي كتاب “نقوش من الذاكرة “
فهي ابنة سوريا العروبة إمرأة عاشت الزمن الجميل بنقائه وصفائه . وهذا واضح من الاهداء فهي إمرأة وفية ومحبة لكل من حولها وخاصة لمن يمد لها يد المساعدة …
يتمحور كتابها حول مواضيع عدة تناولتها بدقة وإتقان، ٣٧ سبعة وثلاثون نصا قسمتها بين القصة ،المقال، الشعر ،الحوار والنقد ..تناولت مناحي الحياة. وهي :الكنز المنشود ،في حي من دمشق ،
الغيرة ،الإخاء، الفن ،العتاب، التوأم، بين الام والوطن الزلزال ،السعادة،الصدق الخ…
فهي فازت في الكنز المنشود بكنز ثمين عندما هدأت من روع الام ومسحت على رأس الفتى الصغير ابن الست سنوات الذي تعرض للإهانة من قبل والدته وكلنا يعلم أن الكلمة البذيئة أشد فتكا من السيف كيف اذا أصابت طفلا صغيرا فهي تأثر سلبا على شخصيته.
وتعود لتتساءل هل حسن النوايا يغفر الخطايا من خلال قصة الطالب عمر في حي من دمشق وهل الحاجة وأن صغرت تزعزع قيم الإنسان ام تدفعه بالاتجاه الصحيح..
تناولت الإخاء بحروف جميلة جدا فالاخوة رباط مقدس والأخ سند ..
فالنسمعها تقول فيه
الإخاء محبة والحياة دون محبة كشجرة يابسة تنعشها نقطة ماء فتتقمص من جديد بكلمة اخي ..
وفي مقهى ابو علي نقلت لنا الحياة اليومية للدمشقيين والوقت الذي يقضونه في القهوة وكيف يهدرون وقتهم دون فائدة عل حد قول والدها ..
وعبر نص العتاب تطرقت إلى موضوع شائع جدا وهو الطلاق وكيف يتأثر الاولاد في حال الطلاق وكما قال المثل الاهل يأكلون الحصرم والأولاد يضرسون .فالاولاد هم الخاسر الاكبر في حال الطلاق.
وحين سؤلت لمن الأفضلية للأم او الوطن فهما واحد بالنسبة لها ولكن الاولوية للأم واستشهدت بقول الرسول (ص) امك ثم امك ثم امك ثم اباك ..وغنتها قائلة بأرق المعاني
أمي قصيدة شعر منزهة نقية صافية ولقراءتها تحتاج إلى وضوء مسبق..الله على هذا الحب الكبير..
طبعا غزة في القلب والفكر دائما فخاطبتها في الكنز الملكي قائلة
غزة يا أرض الجمال وعروس البحر لتكمل بقصيدة ص ٨٥
ماذا تخبأ ياشتاء
أطفال غزة يصرخون
والكون يحكمه التتار
ويلفه دمع الصغار
والنار يشعلها الكبار
أواه يا ليل الشتاء
الى اخر القصيدة ..
فالاديبة جمال عبيد إمرأة عربية أصيلة يقلقها ويحزنها ككل صاحب ضمير حي كل مايجري اليوم على أرض فلسطين وخاصة الاجرام الذي يصب جم غضبه على غزة والصمت الذي يلف العالم .
من يتصفح “نقوش في الذاكرة” يرى نفسه بكل نص لانها تحدثت بلسان الجميع ..
فهي أبدعت بكل تفاصيل الكتاب يمكنك أن تقرأ كمية الاحترام والحب الذي تكنه لكل من تعاملت معه أو كتب عنها حرفا وهذا واضح من توثيقها للمقالات التي كتبت عنها والحوارات التي أجريت معها وهذا من رقي أخلاقها..
وفي النهاية أعتز بصداقة انسانة راقية فهي كنز منشود لكل من عرفها ..
اتمنى للاستاذة جمال عبيد المزيد من الإبداع والعطاء والتميز …أرقى تحياتي..
ليلى بيز المشغرية..
حبيبي /صبا ملحم
حبيبي 😊 كم مرةً على حروفي أن تتهيأ جمعاً لتصليَ لعودتك ؟ كم مرةً على نبضي أن يتسلق محبرةَ الليلِ...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي