نقوش من الذاكرة للكاتبة السورية جمال عبيد كتاب صدر حديثا عن دار اسكرايب للتوزيع والنشر بالتعاون مع ملتقى الشعراء العرب ، و قد قدّم له رئيس الملتقى الشاعر و الكاتب ناصر رمضان عبد الحميد .
الكتاب يقع في مئة وخمسين صفحة تتناول موضوعات مختلفة ، وهي إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على ثقافة الكاتبة وسعة اطلاعها . فهي كتبت القصّة والمقالة و المذكّرات بأسلوب شيّق وأنيق جمع اللغة الأدبيّة الرصينة و اللهجة المحكيّة التي منحت الكلام رقّة و عفويّة و قرّبت المعنى إلى قلوب القرّاء.
ااتّسمت ألفاظ الكتاب بالسهولة و العذوبة ، أما المعاني فكانت عميقة تظهر ثقافة الكاتبة الواسعة فتارة تراها تعالج موضوعات سيكولوجية كالغيرة و المجاملة و التردّد و غيرها و تارة تجدها تتحدّث عن الفنّ وعن اللغة العربية وأصالتها و تستشهد في كتابها بالكثير الكثير من الفلاسفة والكتاب العرب و غير العرب ما يظهر ثقافتها الواسعة و سعة اطلاعها.
و ترقّ كلماتها في نصوصها الشعريّة فتنساب عذبة عفو الخاطر عندما تتحدّث عن الأمّ و الحرّيّة و عن دمشق و القلب الحزين. ولم تنس أن تتوجّه بكلمة ألى الساسة في دعوة إلى نبذ الأحقاد و العمل على معالجة ما تعيشه البلاد و ما تتخبّط فيه من أزمات.
و قد ذُيّل الكتاب بحوار أجرته معها الصحافيّة نجوى الغزال لمجلّة أزهار الحرف برزت فيه آراء الكاتبة في بعض نواحي الحياة كالتحرّر و المعاناة و التفاؤل ، كما ذكرت بعض الكتاب الذين قرأت لهم و تأثرت بهم .
نقوش من الذاكرة باكورة أعمال الكاتبة جمال عبيد و عصارة تجاربها و ثقافتها صاغته بمداد القلب. نتمنى للكاتبة مزيدًا من الإبداع و لتغتني مكتبتنا العربية بنتاج الفكر الراقي.
رانيا الشريف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي