إنها ليلة رأس السنة، الساعة الآن الحادية عشر وخمس وخمسون دقيقة، بدأ العد التنازلي لانتهاء هذا العام الذي مضى بلحظاته الحلوة وساعاته المرّة.. جميع من في المدينة يترقّب عدّاد الزمن وهو يمشي كالسلحفات أمام أعيننا المليئة بالخيبات الآمال والدموع.. وأنا أقف هنا وحدي في هذه الليلة الحاسمة التي تهيّأت عند ساعتها الثانية عشر لتعلن لنا بدأ عامنا الجديد الذي لطالما واعَدَ ليتنا ليّدعها آملًا منها ألا تعود..
برد شديد وأنا ألتحف دفء الخمس دقائق مع نجمة رفعتُ يدي لانتشالها من ليلكِ الذكريات..
إنها معي، ها هي تسهر من أجلي وهي توقن أن ضوءها في قلبي ما أتى من سراب..
يالها من ليلة طويلة فيها تجتمع القلوب على أمل التلاقي بعامٍ جميل يرتدي ثوبًا جديدًا من الفرح والموسيقى والأضواء..
وأنا أقف وحدي مع نجمتي التي أشعلتُها من أجل هذه الليلة، أغمض عيننيّ لأسافر في مُخيلتي إليك.. مسافة طويلة تفصل بيننا والحب بوصلة الطريق.. أتتبّع دقّات قلبي والساعة بين يدي، تقول لي أسرعي ها قد اقتربتِ إنه هناك.. على رصيف العمر يقف إنه في انتظارك حاملًا أشواقه في صدره وبين يديه قمرٌ يشتعل وكأس نبيذ..
أخطو إليكَ بقوّتي، أخطو إليكَ بلهفتي.. الدمع يغتال ملامحي كي لا أراك
لكنك في قلبي إني أراك، أراكَ مذبوحًا بصمتك مجبورًا على الكتمان..
أُناديكَ حبيبي،، تسمع همستي وتلتفت.. تفرك عيناك جيّدا وتفتحهما لتراني ماثلة أمامك روحًا وجسدًا إنك تراني وأنا أراك، خطوة واحدة بيننا لحظة واحدة ويبدأ العام الجديد.. أتيت لأشرب نخبه معك، أرقص معك أنتشي وأطير..
تلمس وجهي تلمس شفتَي إنهما تغليان.. تلمس يدي إنها باردة كتلك المسافات التي فرّقت بيننا..
تأخذني لصدرك تحتضنني بحرارة وتقول لي أنتِ أمنيتي الوحيدة هذه الليلة..
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي