ترجمة وتفسير لوحة ماربرصوم في بلدة صدد: مبادرة د. روضان عبداللطيف وفرج اسكندر
*بواسطة الإعلامي سعدالله بركات
*ماأجمل أن تغدوا الصدفة فكرة…والفكرة تتبلور ..فتتجسد عملا…والعمل يثمر ويكلل بالنجاح ،
رغم كل الظروف في وطننا الحبيب، يبقى الإنسان السوري خلّاقا مبدعا … مبادرا…
وهكذا كان….؟
مع ذاك النقش الحجري الذي يتوّج باب كنيسة القديس مار برصوم…..
كشاهد إضافي- بعمره الذي تجاوز المائة وخمسين عاما..١٨٧٧..ميلادي- على موروثنا الثقافي والروحي في بلدتنا صدد.( جنوب شرق حمص – سورية )…
ذاك الباب الذي تم تجديده لكنيسة أو (دير) كما يسمى ، بني قبل ذلك بحوالي مائة وسبعة وسبعين عاما أي عام ١٧٠٠ م
وأما ذاك الحجر المنقوش، الذي زاوج بين النص العربي بلجهة صددية محكية ، وبين الكتابة الكرشونية (حرف سرياني و لفظ عربي ) فقد صمد – بحال خجول في الوضوح- بذعر أمام عوامل الطبيعة من جهة، ومن عدم المبالاة والإهتمام بمحتواه الفني الفكري والروحي من جهة ثانية.
اكتشفنا، صوّرنا، بحثنا، ودققّنا على مدى أيام وساعات طوال، وعدنا الى المراجع واستعنا بالمعاجم، وطرقنا باب التقنية الحديثة ،لإجلاء وإبراز بعض ما طمّس وطُلسم من حروف كانت تُحتضر.
وقفنا عند كل حرف و كلمة، لفظا ومعنى، حتى تستقيم الجملة، وتشقّ طريقها الى المعرفة من جديد، ولتُشكّل مع الجمل التالية نصاً أدبياً وروحياً متشابكاً متكاملا ،وذا معنى ومغزى.
فكانت النتيجة مفاجأة عظيمة المحتوى نصٌا معبرا، مليئا بالحكم المواعظ والمعاني الروحية والنُّصح والدعوة الى الزهد بالحياة الدنيوية والنظر الى الحياة الأبدية.
سطِّر بكلمات بعضها فصيحة، وبعضها محكية، وبعضها متداولة من إرث مفردات اللغة السريانية النفيسة.
تسعة سطورٍ ترجمناها و فسرّناها ، و بيّنا الغاية المرجوة منها ، بحكمتها وموعظتها النصوحة.
وبعون الله وصلنا الى الدقة الكاملة ، في ترجمة ذاك النص الأثري العظيم الذي يزّين باب الدير، ويعكس حالة الفكر والثقافة والإيمان، ويظهر نوعية الكتابة واللكنة ولهجة ذاك الزمان نضعه بين أيديكم بكل تواضع ومحبة.
ومن دواعي سرورنا ، أن منجزنا يأتي قبيل الإحتفال بعيد مار برصوم السبت 3 شباط القادم ، وسنقدم ذاك النص على شكل لوحة شاملة ، متضمنة صورة لصاحب الدير، مع صورة النقش بعد تجويدها تقنيّا، مع نص الترجمة والتفسير الحرفي، و شرح لبعض الكلمات والمصطلحات الواردة فيه ..
غايتنا رضا الله، و صاحب الدير، واستحسان الناس .
والله ولي التوفيق
* الدكتور روضان عبد اللطيف.. فرج مطانس اسكندر ١٥-١-٢٠٢٤
*
كم هو رائع هذا المنجز ! راىع بفكرته والمبادة ، بالجهود وبالنتيجة والأثر اللاحق لجيل بعد جيل ، كم هو مجد أن نحيي أثرا في هذا الزمن الصعب ، التاريخ مهم ولكن الأهم صونه وإبرازه ، روضان …فرج كم أنتما رائعان ..!!!
الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي